هاني حبيب - النجاح الإخباري - كشفت مجلة "فورنس بوليسي" الأمريكية مؤخراً أنّ إدارة ترامب وعبر صهر الرئيس جاريد كوشنر بالتعاون مع أعضاء مقربين من إسرائيل في الكونجرس الأمريكي، يسعون لتصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال وقف وإنهاء أعمال وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" وإزاحة الملف المتعلق بحق العودة عن طاولة أية مفاوضات قادمة، وذلك من خلال مشروعي قرارين يطرحان حالياً على الكونغرس.

والواقع أن المساعي الأمريكية الإسرائيلية لتصفية قضية اللاجئين من خلال إنهاء أعمال وكالة الأونروا، لم تبدأ مع قرار إدارة  ترامب لتقليص الدعم الأمريكي لوكالة الغوث قبل بضعة أشهر، الأمر الذي أدى إلى أزمة خانقة طالت كافة مواقع عمليات الوكالة الخمس خاصة في قطاع غزة الذي يعاني في الأصل من أزمات كارثية بسبب عدة حروب متتالية شنتها إسرائيل عليه.

ذلك أن هذه المحاولات كانت قد بدأت خلال الإدارات الأمريكية السابقة جمهورية وديمقراطية على حدٍ سواء، فقد نشر معهد واشنطن  في أواسط عام 2009 دراسة أعدها دينيس روس وروبرت ستالوف تدعو واشنطن إلى تقليص مسؤوليات وكالة الأونروا وتسليم مسؤولية اللاجئين إلى الدول المضيفة لهم وبحيث تكون البداية في الأردن وذلك بالتوازي مع تمويل الولايات المتحدة لمشروعات تهدف إلى توطين للاجئين الفلسطينيين خارج مخيماتهم الحالية.

المستشار القانون لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيني بين عامي 2000 إلى 2007 جيمس لنتسي نشر دراسة في نفس الموقع "معهد واشنطن" إدّعى فيها أن اتفاق اوسلو قد أنهى مسألة اللاجئين عندما صار للفلسطينيين وطن حسب زعمه وان التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بات أكثر صعوبة بل إن لم يكون مستحيلاً مع تعقيد مسألة للاجئين وتمسك الفلسطينيين بحق العودة، وإذا كانت الولايات المتحدة جادة حقاً في التوصل لاتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل فأن عليها أولاً إزالة هذا العائق من أمام التسوية السياسية وذلك بقتل "الشاهد" على الكارثة الفلسطينية وحق العودة "وكالة الأونروا".

إدارة ترامب الحالية، تجد أن الوقت بات ملائماً أكثر من أي وقتٍ مضى للقضاء على شاهد الدولي على قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة والتعويض وفقاً لقرار الجمعية العامة رقم 194، البيئة العربية المنشغلة بتداعيات ما يسمى بالربيع العربي والانشغال بما يسمى بالخطر الإيراني، وبدايات جدية لتطبيع عربي مع الدولة العبرية وغيرها الكثير من العوامل التي تشجع التحالف الأميركي الإسرائيلي على المضي قدماً في سبيل تحقيق هذا الهدف المتمثل في قتل "الشاهد" على مأساة اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة وتقرير المصير.