إيناس حاج علي - النجاح الإخباري - استضافت فضائية النجاح، الدكتور أحمد مجدلاني، أمين عام جبهة النضال الشعبي، وعضو الَّلجنة التنفيذية في منظمة التحرير، الذي تسلم على مدار حياته السياسية أكثر من حقيبة وزارية، كوزارة العمل، ووزارة الزراعة، ووزير الدولة للاستيطان وشؤون الفصل العنصري.

وتحدث مجدلاني خلال برنامج بعد الضهر عن الكثير من الملفات والقضايا الحساسة، حيث يمتاز البرنامج الذي يقدمه الفنان محمود رزق بجراءة الطرح، وتقوم فكرة البرنامج على جمع اسئلة من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثم مواجهة الضيف بها، هذا بالإضافة إلى اسئلة مدروسة تضعها إدارة إعداد البرنامج، وإليكم نص الحوار كاملاً:

النجاح: كونك سفير فوق العادة لدولة فلسطين في رومانيا سنة (2008) ماذا نعني بسفير فوق العادة؟

المجدلاني: السفراء نوعين، النَّوع الأوَّل مخوَّل من قبل رئيس الدولة بالصلاحيات، والتوقيع على اتفاقيات ومعادهدات بالدولة التي يقيم فيها.

النجاح : هؤلاء فوق العادة

المجدلاني: نعم صحيح، يتولى سفراء فوق العادة مناصب مهمَّة والسفير العادي يكون سفيرًا لدولته.

النجاح:  سنوجِّه إليك أسئلة يبحث المواطنون عن إجابة لها.

النجاح : كم تبلغ ثروتك وهل لديك حسابات في سويسرا؟ 

مجدلاني:  أعلنت عن حسابي قبل سنتين، في ذلك الوقت لم يتجاوز (343) دولار،هو لدى البنك العربي، وحاليًّا لا يتجاوز (1000) دولار، ومع ذلك أنا وبكل شفافية البنوك موجودة ويتسطيع أي شخص يريد معرفة مقدار ما أملك يستطيع التوجه لسلطة النقد ولا أملك حسابات خارجية وأضيف بأن ميراثي من والدي تنازلت عنه لاخواتي.

النجاح: مواطنون يسألون "كم راتبك"؟

مجدلاني: راتبي بالضبط أقل من (12) ألف شيكل بالإضافة لراتب زوجتي وهي موظفة متقاعدة حيث عندما استلمت الوزارة طلبت من زوجتي التقاعد مبكرًا حتى لا يكون هناك أي حديث عن استثناء بسبب كونها زوجة وزير في حال الغياب أو التأخير.

النجاح: كم مضى على عملك مع القيادة، وكنت مستشار للرئيس الشهيد ياسرعرفات، صحيح؟

مجدلاني: صحيح، أنا في الحياة السياسية والوطنية العامة من (47) سنة.

النجاح: كم عدد المنتسبين لجبهة النضال الشعبي، ولماذا دائماً ما تتحدث بنبرة استعلاء؟

مجدلاني: انا أتحدَّث بنبرة الثقة بالنفس، والواثق من نفسه بعيد عن الاستعلاء.

أمَّا عضوية جبهة النضال الشعبي في الوطن والشتات، فتعدُّ بالآلاف وموجودة ب (8) بلاد عربية و(19) دولة أجنبية عدا عن الضفة والقدس وغزة وليس هنالك اشكالية في العدد بسبب الحرص على النوعيَّة.

النجاح: بأيّ حق يطالب مجدلاني وهو الأمين العام لجبهة النضال بالاعتراف بحلِّ الدولتين الذي يلغي حق العودة؟

المجدلاني: هذا قرار مجلس وطني فلسطيني وأقرَّ في عام (1988)، وحلّ الدولتين ليس من اختراعي، وليس برنامج جبهة النضال، هو برنامج وطني فلسطيني وبرنامج جبهة النضال قائم على حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف، وجبهة النضال جزءٌ فاعل وحيّ من منظمة التحرير، وحل الدولتين لم يلغِ حق العودة، في أي حل سياسيّ العودة مرتبطة بالقرار (194) والمطالبة بدولة لا يعني التنازل عن الحق بالعودة. 

النجاح : مواطن يسأل، هل طالبتَ حماس بتسليم فوق الأرض وتحت الأرض واذا استلمت ماذا ستفعل بتحت الأرض؟ 

مجدلاني هذا التعبير ليس من اختراعي هو تعبير للسنوار في حوار القاهرة، حيث قال لكم فوق الأرض ولنا تحتها، وأنا لا أعتقد أنَّ أيَّ حكومة ليس فقط في بلادنا بل في أي بلد بالعالم تقبل بازوادجية السلطة، وبالتالي ليس السؤال ماذا سأفعل أنا، بل ماذا يفعل غيري، هل تعتقد أنَّ سياسة الأنفاق شكَّلت قوَّة ردع للاحتلال، أعتقد أنَّ كلَّ هذه السياسة تحتاج للمراجعة 
والتقييم، وانتقال حركة حماس مباشرة للحديث عن المقاومة السلمية تحوَّل مهم بموقفهم السياسي في الوقت الذي كانت تعيبه علينا حيث إنَّ المقاومة هي الكفاح المسلح 
والمواجهة العسكرية، وأعتقد أنَّ الفكر السياسي لحماس خلال الأشهر الماضية أصبح يتطوَّر، وهناك أسباب لهذا التطور، وهذا شيء ممتاز لأنَّ الأشكال النضالية هي طبقاً للظرف الملموس ولا يوجد شكل نضالي دائم، النضال وسيلة وليس هدفاً بحد ذاته. 

النجاح: أسئلة من الكثيرين "الحد الأدنى للأجور على أيِّ أساس تمَّ تحديده بـ (1450) شيكل؟ هل يكفوك يومين وكيف قدَّرت هذا وراتبك يتجاوز الـ(12.000) شيكل؟

المجدلاني : هناك معادلة يشتق منها الحد الأدنى لأجور، ومجلس الوزراء هو الذي قدّر، بعد  حوار اجتماعي دام مدة سنة بين أصحاب العمل والعمال والحكومة، واستعنا بخبرات دوليَّة من منظمة العمل الدولي وجهاز الإحصاء الفلسطيني.

النجاح: ولكن هناك سخط بسبب هذا الرقم؟

المجدلاني: "منيح" هناك عمال وعاملات كانوا يتقاضوا أجور تصل لـ (300) شيكل شهريًّا و (500) وكانوا يعملون (10) ساعات، هذا الرقم غير منصف، ولكن أفضل من لاشيء. 

 النجاح:  في لقاء لك على أحد الإذاعات المحلية وجَّهت شتائم للموظفين وأمهاتهم، ما السبب وكيف شعرت وأنت تهين الموظفين؟

مجدلاني: هذه القضية استغلت ووصفت سياسيًّا وأنا متأكد من أنَّ (99%) من من يتحدث بهذا الموضوع لم يسمعوا به من قبل، وقدَّمت استقالتي لأنَّني أمتلك الشجاعة، هذا الاتهام  كذب ملفق، لم أشتم الموظفين ولم يكن الحديث عن أي موظفين، بعد انتهاء المقابلة بقي الخط مفتوحًا وكان عندي مجموعة من المزارعين من طوباس وكنا حاصلين على إذن بحفر بئر والتراخيص موجودة، بنفس اليوم جاء الإسرائيليون وهدموا العمل وأوقفوا الحفر، كنت أتحدَّث مع المزارعين، ولم يكن الحديث ضمن المقابلة التي كانت منتهيَّة، وقدَّمت استقالتي وأحضرت نسخة من اللقاء وقدَّمته للرئيس وطلبت منه تحويلها لخبراء، وللنائب العام ليفحصوا الـ(CD)ويتحقووا من المدة بين انتهاء المقابلة والحديث الذي صدر، وعلاقة الحديث، والرئيس رفض الاستقالة لأن الموضوع كان محاولة لاستهداف الحكومة.

النجاح: لكنَّ الناس لا تستوعب استهداف وليس هناك أجندة شعبية؟

المجدلاني: شعبيًّا الناس تميل لتصديق ما تفضله فكل مسؤول هو متهم وحتى لو ثبتت براءته، ومن يعمل في الشأن العام عليه أن يتحمَّل، ولا أحمل أيَّة ضغينة فمن حق المواطن الانتقاد والتعبير عن رأيه، ونتمنى أن يكون لدينا برلمان حتى يستطيع المواطن مساءلة ممثليه، بالمناسبة، أنا اعتذرت وقمت بتوضيح هذه القصة على التلفزيون والراديو.

النجاح: ما دخل الشعب فيما يحدث في غزة من عقوبات، وماذا سيحدث بخصوص الرواتب وتفريغات (2005 و 2005 و 2007)؟

المجدلاني : على حدِّ معرفتي لا يوجد هناك تفريغات لا ب (2006) و (2007) حيث إنَّني أذكر تفريغات (2005) لأنَّني كنت في الحكومة، وهذا بحسب ما هو موجود رسميًّا وموجود لدى وزارة المالية.

لا يوجد ما يسمى بالعقاب الجماعي،ليس هناك من يعاقب شعبه، وهذا تعبير تستخدمه حماس وإذا أردنا ترديد أيَّ مصطلح يستخدمه ويخترعه فصيل سياسي يصبح أمر واقع.

أيُّ إجراء اتُّخذ في غزة هو من أجل الضغط على حركة حماس لأن مثلاً لو كنت محل حماس وقمت بانقلاب وشكلت حكومة وأقوم بإدارة غزة ويوجد طرف يموّلني، لماذا سأسعى للمصالحة وأنا أمتلك حكومة، وأدير البلد، وعندي أمن، وأجمع ضرائب، وأنت تدفع الماء والكهرباء وأنا أستلمها؟ السلطة تدفع (120) مليون شيكل رواتب وصحة وتعليم وشؤون اجتماعية، وغيرها.. فكسف ستُسلّشم حماس غزّة؟

حماس لا تعني قطاع غزة وقطاع غزة لا يعني حماس، ويجب أن نميز بين الأمرين تماماً

هذا التماثل بين "حماس" وغزة يجب أن يكون واضحًا للكلّ الفلسطيني، حماس افتعلت انقلاب دموي في قطاع غزة وهي الآن سلطة أمر واقع هناك.

المسؤول عن حصار قطاع غزة هو الاحتلال، ويجب إبقاء جهودنا في مواجهة الاحتلال من أجل إنهاء حصار غزة، وليس بذل الجهد من أجل استمرار الحصار على القطاع.

النجاح: كيف تصف مشاركتك في مؤتمر هرتسيليا؛ لتحصين مناعة إسرائيل القوميَّة، والذي يحضره عادة القادة الأمنيين في إسرائيل والسياسيين وما هو الهدف من مشاركة شخصية سياسية فلسطينية؟

مجدلاني: لم أكن الشخصية الأولى التي شاركت فيه وحتى بعد مشاركتي، اسم المؤتمر ليس مناعة إسرائيل، هذا اختراع، وهو مؤتمر سنوي.

بالمناسبة هرتسيليا هي جامعة وليست مركزًا أمنيًّا.

وبشكل واضح وصريح "أي موقع وأي مكان يجب أن تكون فيه فلسطين حاضرة ولها مكانها السياسي".

النجاح: حتى لو كان تطبيع؟  على اعتبارهرتسيليا جامعة إسرائيلية؟

المجدلاني: أنت تحت احتلال، ما رأيك أن تقطع الكهرباء لأنَّ الكهرباء إسرائيلية؟ وتوقف استيراد الوقود لأنَّه إسرائيلي؟ 

لم أذهب إليه بصفة شخصية، بل بصفة رسميَّة وعضو لجنة تنفيذية مكلَّف من الرئيس، وعادة يذهب ممثلين بصفة سياسية ويحملون رسالة سياسية، هذا جزء من النضال بينك وبين الاحتلال، المشاركة في مؤتمر تعقده جامعاتهم والنخب السياسية وهو مؤتمر عالمي يشارك فيه كلُّ الناس. الأهم هو الموقف السياسي والوطني الذي قدَّمته في هذا المؤتمر.

النجاح : هذه المواقف مرفوضة من الشعب.

مجدلاني : لا أقبل صيغة الشعب وكلُّ شخص يدعي بأنَّه يمثل الشعب، أو أنَّ الشعب فوَّضه.  هناك جزء من الشعب يدعم هذه السياسة ويدعم هذا التوجُّه، لكن نحن لا نخاف المواجهة وإلا لماذا نقوم بالمفاوضات التي هي ميدان سياسيّ؟ وحضور مؤتمر أينما كان والحديث عن موقفك السياسي مماثل لانخراطك بالمفاوضات

النجاح: هل نحن كفلسطينيين نجحنا بالمفاوضات

المجدلاني : لم ننجح كليًّا، لكن لم نفشل.

لمشاهدة اللقاء كاملاً