النجاح الإخباري - طور باحثون من جامعات كاليفورنيا وهارفارد وبنسلفانيا في الولايات المتحدة روبوتا صغيرا يمكنه تسلق الجدران على غرار "الصرصور".

فقد وجد الباحثون أن الصرصور عندما يواجه جدارا لا ينحرف عنه وإنما يبادر تلقائيا إلى تسلقه بمجرد أن يصطدم به برأسه، حيث ترفع الأذرع رفع رأس الحشرة وجسمها إلى أعلى مع استمرار الأرجل في الدفع إلى الأمام، في عملية لا تستغرق أكثر من 75 ملي ثانية.

وقد استلهم العلماء هذه التقنية في تطوير روبوت صغير بستة أذرع لا يتضمن أجهزة استشعار ولا يزيد وزنه عن 16 غراما للتخلص من مسألة البرمجيات والشفرات والأوامر الحوسبية المعقدة التي تعتمد عليها حركة الروبوتات في العالم الحقيقي.

وأفاد الموقع الإلكتروني "فيز" المتخصص في الأبحاث العلمية بأنه عند التفكير المبدئي في صناعة روبوت قادر على تسلق الجدران، كان بعض الباحثين يرون ضرورة وضع مجموعة من الشفرات المعقدة والتجهيزات الميكانيكية لإتمام هذه الخطوة. ولكن فريق البحث في الولايات المتحدة كان يبحث مدى إمكانية تصميم روبوت على شكل صرصور يمكنه أن يبدأ التسلق بمجرد أن ترتطم رأسه بالجدار.

وصوّر الباحثون الصراصير في المختبر وهي تتسلق الجدران، ثم عكفوا على ابتكار روبوت بنفس النهج على شكل علبة بسيطة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن يمكن وضعها في كف اليد. وتم تجهيز هذه العلبة بخطم مخروطي وست أرجل يمكنها الاستمرار في الدفع إلى الأمام بصرف النظر عن العقبة التي تعترض الروبوت.

وتبين من خلال التجربة أن الروبوت الجديد الذي يحمل اسم "داش"، يمكنه الانتقال من الحركة على السطح الأفقي إلى السطح الرأسي بزاوية تسعين درجة بدون أي تعديلات برمجية، بمجرد أن يصطدم بالجدار أمامه.

ويرى الباحثون أن بإمكان الروبوتات التي يقل وزنها عن كيلوغرام واحد استخدام طريقة المناورة هذه في تسلق الجدران.

يذكر أن بحثا سابقا لباحثين من جامعة بيركلي استكشف أوجها أخرى لحركة الصرصور، حيث طوروا نوعا آخر من الروبوتات بحجم كف اليد يمكنه المساعدة مستقبلا في مهمات البحث والإنقاذ للعثور على ناجين في الكوارث عبر تحركها بسهولة بين الأنقاض كالصراصير.