النجاح الإخباري - من العراق، إلى لبنان ومصر، ثمّ المغرب، يُواصل المخرج المسرحي جواد الأسدي النبش في المسكوت عنه والعلاقة المُلتبسة بين عالم الأقوياء وعالم الضعفاء أو المستضعفين، في مسرحية "الخادمتان" المُقتبسة عن نص لجون جونيه.

مُخرج المسرحية قال في مُؤتمر صحافي انعقِد ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي بتونس: "الإعداد لهذا العمل يتغير من بلد إلى آخر، حسب تغيُر المكان والزمان والثّقافات والعادات والتّقاليد"، مبرزاً أنّ الدّافع وراء إعادة "الخادمتان" هو الانهيار الكلي في المجتمع العربي؛ الشيء الذي يُعيد كتابة السؤال من جديد حول النزاع القائم بين السلطة العليا وبين الحضيض.

وعن رسالة النّص المسرحي، قال الأسدي: "الإنسان العربي في حاجة إلى معرفة من هو السيد، وكيف ينكل ويقتل ويفتك ويجوّع صغارنا في بلاد الثروات؛ هذا ما يحيلنا إلى (خادماتان)؛ لذلك لم نأخذ نص جون جونيه كترجمة ثابتة وإنّما حاولنا أنْ نخيطه على مقاس عربي".

ويسعى عرض "الخادمتان" في عمقه إلى تعرية ظاهرة قديمة – جديدة، هي علاقة الأقوياء بالضعفاء، وهي علاقة تَجسّدت في شخصيتي الخادمتين اللتين تُجسدهما الممثلتان المغربيتان جليلة التلمسي ورجاء خرماز لتسليط الضوء على التسلط والاستبداد، وعلى ظاهرة النظرة الاستعلائية داخل المجتمع.

وعن تجربتها مع المخرج جواد الأسدي، قالت رجاء خرماز: "تجربة فريدة وتحدٍ في آنٍ واحد، خاصة أن المخرج عراقي الأصل ويحمل ثقافة مختلفة، لكن في النهاية أعتقد أنّني وفقت على اختبار قدراتي الجسدية والفنية، وحظيت بتجربة إنسانية رائعة".

ومن جهتها، لم تخفِ جليلة التّلمسي صعوبة الاشتغال على نص "جون جونيه" باعتباره "نصاً عميقا"، على حد تعبيرها، والتخوف من الوقوع في المقارنة مع النسخ السابقة من المسرحية.

ولا يُمكن أن يمُر عمل مسرحي دُون أن يُرافقه عمل موسيقي؛ وهو ما اشتغل عليه رشيد البرومي في "الخادمتان".

وعن هذه التجربة، قال مؤلف موسيقى هذا العمل: "الإضافة التي أحققها هي أنّني أشتغل بقرب شديد من رؤية المخرج، ثم من النظرة الجمالية والبصرية".

وأضاف: "الموسيقى هي جزء حقيقي من الفعل المسرحي، وهي تصدر من العرض المسرحي لا من خارجه، موسيقى المسرح ليست الموسيقى المتداولة وإنّما هي صوتيات المسرح، لها طابع وخصوصية، وليس أي موسيقي بإمكانه صناعة موسيقى المسرح".