منال الزعبي - النجاح الإخباري - عانقت الشمس الجهة الشرقية من السماء معلنةً انبثاق نهار جديد، شهدتُ غرَّته من شباك غرفتي المطلة على الحياة، بدأ السكون يتحرك إلا سكوني جامد مابه حراك، ودبت الحياة بأبناء جلدتي الذين أخذوا يسيلون كلٌ إلى عمله، يجرون في الطرقات جريان الدم في العروق .. معلنين النبض في بلاد مسلوبة.
طلاب ومعلمون وعمال وفلاحون كلٌّ يسعى لرزقه، 
أمَّا أنا فقطرة دم متخثرة أقبع في زاويتي المهجورة من كلّ شيء سوى الكآبة يؤثثها يأسٌ وإحباطٌ عالي المقام! 
طرقت هنيهة أراقب سيلهم، رافقتهم نظراتي محاولة عدم الرجوع لكن الطبيعة قطعتها عنهم  عند الحدّ الفاصل لنهاية حدود بصري.. 
تتسع الدينا ويضيق بنا الحال، فلسطين سجن كبير،  تُصادر فيه كلُّ الأحلام، تلفّنا البطالة حتى أخمص أقدامنا فتشلُّ طموحاتنا وتقتل مواهبنا،
لماذا نعيش دون أهدافنا؟ لماذا نمارس الوقت لعبة بين جدران الزمن في انتظار الموت؟ 
ضجَّ صوت من اللاوعي يناديني: محظوظة أنت  بهذة الشرفة المطلة من سريرك إلى رحب الفضاء، إنَّها نافذة حياة .. ورسمت ابتسامة حزن على شفتي كبرت حتى صارت دمعة.
حاولت أن أغمض أجفاني عنوة ليسكن ذلك الضمير الصارخ بعمق العمق.. لا رغبة لي بممارسة الموت المؤقت، نبتت فكرة حمقاء في ذهني، فقرَّرت فجأة أن ألبس كعبًا عاليًا وأطرق وجدان الأرض لعلها تتنبَّه لوجودي.. حلّقت روحي في اندماج الدمع والعرق فكنت كزوربا حين يراقص الموت ويصفق  له السراب.
من بعد، أدمنت مراقبة خيوط النور في روحي حتى تخطيت حدود المكان، وعرفت أنّك إذا أردت بإلحاح استجاب القدر وتبدّد السراب.