النجاح الإخباري -
بينما يجلس ليو تولستوي مستغرقاً في التفكير باستهلال مناسب يبدأ به عمله الروائي الذي عزم على كتابته؛ إذ تقع عيناه على رواية ملقاة على الأرض، يأخذ تولستوي الرواية ويشرع في قراءة المقدمة التي جاء فيها "وصل الضيوف إلى البيت الريفي"، هنا أخذ تولستوي يتمتم قائلاً "هكذا تكون البداية، بوشكين ينقل قراءه رأساً إلى لبّ الحدث، أما الآخرون فيصفون الضيوف والغرف، بيد أن بوشكين يبدأ مباشرة بالعمل".
يعود تولستوي إلى مقعده وقد لمعت في ذهنه بارقة الاستهلال الذي وُصف بأنه واحد من أجمل البدايات التي عرفتها الرواية بصورة مطلقة كما ذهب إلى ذلك العديد من النقاد، حيث يستهل تولستوي روايته "آنا كارنينا" بهذا المدخل البديع "كل العائلات السعيدة تبدو متشابهة، لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة" وبهذا المدخل يزج بنا تولستوي في أجواء الرواية دون أي مقدمات أو شروحات لا طائل منها.
تعدُّ رواية "آنا كارنينا" واحدة من أشهر الروايات التي تندرج ضمن الأدب الواقعي، وقد صور تولستوي من خلال العائلات الثلاث التي تدور حولها أحداث الرواية، صوّر تحولات القيم داخل مؤسسة الأسرة الروسية، مستحضراً من خلالها شبكة العلاقات الاجتماعية، كما صوّر في رائعته (هذه) الصراع الذي يجري في أعماق الإنسان بين العقل والعاطفة والروح والغريزة. 
تدور أحداث رواية "انّا كارنينا" حول انّا، التي تعيش علاقة عاطفية تبعدها عمن كانت تُحبه وحكمت عليها هذه العلاقة بالعيش في مجتمع يزدريها و يهينها.
 تعتبر هذه الرواية من الروايات العالمية الخالدة وتم ترجمتها للغات شتى وأصبحت حديث الأوساط الأدبية والثقافية في مجتمعات كثيرة حتى أصبحت تحفة فنية تُدرس ويقتبس منها ويُتبع أسلوبها في أحيان كثيرة.