النجاح الإخباري -
سبع سنوات مرت على اندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية.. تحقَّقت فيها الحرية، لكن المشهد الثقافي ظلّ مكبلا بقيود فئة احتكرت ذلك المجال منذ عقود ووظفت مكسب الحرية لتشويه الثورة، حسب ما يقول أحد منتقدي “لوبيات” الثقافة التونسية، المخرج السينمائي منجي الفرحاني، في حوار لمجلة “ميم”، أوضح فيه تقييمه للمشهد الثقافي اليوم، مستعرضا تجربته بين السينما والإعلام ما بعد الثورة.


يقول المخرج السينمائي التونسي منجي الفرحاني: "تعتبر الثورة التونسية أنجح ثورة مقارنة بالثورات العربية. لكن لم ننجح في إرجاع الأمل بأن نكون بلدانا ديمقراطية".

 ويضيف الفرحاني في تصريحات له عبر وسائل الإعلام: "للأسف عندما شعر الغرب ودول الخليج أنَّ الثورات بدأت تضرب مصالحهم وتقضّ مضاجعهم انقضوا على الثورة وحاولوا تشويهها".

أما على المستوى الثقافي، فعادة ما تصاحب الثورة، ثورات معرفية ثقافية فهي التي تحدّد المسار الصحيح سواء في السينما أو الإعلام…

يجيب الفرحاني حول المستوى الثقافي في تونس ما بعد الثورة: " تكمن المشكلة في أنَّ المتحكمين في المشهد الثقافي أغلبهم من الفئة القديمة التي كانت تصفق للدكتاتورية، وكما نعلم جميعًا أنَّ فاقد الشيء لا يعطيه."

و يقول: "كان بإمكاننا استغلال نعمة الثورة وإنتاج وثائقيات ضد الفساد، لكن للأسف لعب الإعلام دورًا كبيرًا في تشويه الثورة، لدرجة أنَّ فئة كبيرة من الشعب باتت تتحسر على أيام المخلوع، وذلك كان هدفهم.

وحمّل الفرحاني المسؤولية للكل قائلًا: " لم ننجح في إحداث البديل، الشعب اليوم لم يعد تهمّه نعمة الحريات التي منحتها الثورة بعد أن فشلنا نحن في إحداث الفارق".

تبقى الثقافة مرآة الساحة الشعبية إلا أنَّ القائمين عليها  حوّلوا تلك الحرية إلى استعراض للفضائح وهتك أعراض الناس، وحتى الإنتاجات السينمائية لا علاقة لها بالثورة، باستثناء الأقلية المشتتة.