عيسى عبد الحفيظ - النجاح الإخباري - الدكتورة فريال البنا عضو المجلس الثوري لحركة فتح ورئيسة اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، ورئيس ادارة مؤسسة صامد.

من الرعيل الأول من الطبيبات اللاتي تخرجن وعملن في مستشفيات غزة منذ ستينات القرن الماضي.

الدكتورة المناضلة من مواليد غزة عام 1941م، انهت دراستها الابتدائية والاعدادية والثانوية هناك عام 1959م، وكانت من العشر الاوائل فالتحقت بكلية الطب جامعة القاهرة وتخرجت عام 1965م، بتقدير ممتاز ثم تزوجت من الدكتور زكريا الآغا عام 1970م، قامت بمتابعة دراستها العليا في مصر حيث حصلت على شهادة الماجستير في التخصص أمراض النساء والولادة عام 1975م، وعملت في هذا المجال حتى عام 1989م، حين قامت سلطات الاحتلال بفصلها من العمل.

التحقت الدكتور فريال بحركة فتح عام 1969م، ولعبت دوراً مميزاً بعيداً عن الاعلام بين الأعوام 1968-1971م، خاصة في رعاية الجرحى من رجال المقاومة الفلسطينية تحت مسمى لجان المرأة للعمل الاجتماعي وبنفس الوقت قامت زميلتها الشهيدة ربيحة ذياب بتأسيس نفس الإطار في الضفة بالتنسيق والتعاون في القطاع والضفة.

عندما حصلت منظمة التحرير الفلسطينية على قرار قمة الرباط كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، قامت الدكتورة فريال بجمع التواقيع من أبناء الشعب الفلسطيني تأييداً للقرار رغم ما كان يحمله هذا العمل من خطورة عليها في ظل الاحكام العسكرية للاحتلال.

 كانت من مؤسسي الجمعية الطبية لقطاع غزة عند إعادة تأسيسها عام 1977م، كما شاركت في تأسيس المجلس الطبي الفلسطيني عام 1992م، والذي كان النواة لتأسيس وزارة الصحة الفلسطينية عام 1994م، بعد قدوم السلطة الفلسطينية، كما أصدر الرئيس الراحل ياسر عرفات قراراً عام 1999م، يقضي بإنشاء المجلس الأعلى للطفولة والأمومة وتم تعيينها عضواً في المجلس اعتباراً من تاريخ 1/1/1999م.

شاركت الدكتورة فريال البنا في اضرابات الأطباء في السبعينات وفي الأضراب الكبير عام 1981م، ضد الحكم العسكري الاسرائيلي وممارسات جيش الأحتلال ضد السلك الطبي الفلسطيني حيث قامت بمداهمة العيادات والاعتقالات والضرب والتخريب في المراكز الطبية العامة والخاصة.

خلال الانتفاضة الأولى، قامت الدكتورة فريال البنا بدور كبير في فعاليات الانتفاضة ومعالجة الجرحى والاعتصامات امام مقر الصليب الحمر الدولي والمؤسسات الدولية في القطاع. كما قامت بعلاج المئات من النساء الفلسطينيات مجاناً حتى أنها كانت تقوم أحياناً بشراء الدواء على حسابها الخاص.

أسست (البيت السعيد) والذي تغير اسمه ليصبح (مؤسسة البيت الصامد) والتي كانت تعنى بآسر الشهداء والأسرى حيث وفرت لهن فرصة للعمل يعتاشون منه كالتطريز وحياكة الملابس، وكانت تقوم بتوزيع الملابس الصوفية على الأسرى في السجون الاسرائيلية، والجزء الآخر على الطلبة في المدارس والأسر المحتاجه.

تم تكليفها عام 1993م عضواً في اللجنة الحركية العليا لفتح في قطاع غزة والتي قادت العمل التنظيمي خلال فترة طويلة.

عام 1996م، تم تعيينها عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1996م، وفي عام 1997م، أصدر الرئيس الراحل ياسر عرفات قراراً يتعينها مستشاراً لوزارة الصحة برتبة مدير عام لإدارة صحة المرأة في الوزارة.

نموذج يحتذى للمرأة الفلسطينية المناضلة على المستوى الوطني والانساني والنضالي.

يوم 31/8/1999م، وعلى أثر مرض عضال لم يمهلها كثيراً انتقلت إلى رحمته تعالى عن عمر يناهز الثامنة والخمسين عاماً.

بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الإنساني والنضالي حيث كرست حياتها لخدمة الوطن والقضية الفلسطينية.

عنوان كبير في سجل حركة فتح وفي السجل الوطني الفلسطيني، قدمت كل ما تستطيع من جهد ومساعدة دون ان تنتظر مقابلاً أو مكافأه.

تغمدها الله بواسع رحمته واسكنها فسيح جنانه.

انا لله وانا اليه راجعون