النجاح الإخباري - بهدوء قاتل وصمت خانق نتجرع مرارة ظلم محتل أبى الا أن يحوّل الوطن لاالى سجن كبير بل الى قبر ضيق!

يصادر كل الحقوق ويلغي كل الإنسانية بهمجية حوّلت حياة كل فلسطيني الى كابوس يقتل الأحلام ويقض المضاجع عن المنام .. يشب الطفل وهو يعلم أنه ربما يُقتل على حاجز يحول بينه وبين جامعته .. ربما يسجن وهو يحاول عبور بلاده المسلوبة باحثا عن عمل لدى سجانه فتصادر حريته وكرامته ، ينشأ وبنفسه حنق على الماضي والحاضر وعلى كل من تسبب في هذه الأزمة القدرية .. يعيش مهددا بالموت كل لحظة إذا كان بيته يقع على مرمى حجر من تكدس حقدهم .. هو يعرف تماما أن حياته محجر، يحمل في يده لقمة وفي الأخرى حجرا .. ينحت الصخر ليأكل ويحمل الحجر ليعيش!

جميل كزهرة لكن حتى الأزهار تغرس أشواكها في قدم من يدوسها ، يكتب في صفحته على الفيس بوك كل يوم امنية يتمنى أن يعيش، أن تشرق الشمس دون أن تحجب طائرات العدو أشعتها .. أن يمر اليوم دون أن يتعرض للتفتيش والتوبيخ من جنود الإحتلال.

يُهنيء صديقه الذي أصيب بعيار ناري من بندقية جندي صهيوني حاقد " هالمّرة ما متت.. قلبك حديد "، يعود من عمله الشاق فهو يعلم أن شهادة جامعية لن تطعمه خبز وطنه .. يجلس بوجه شاحب على كرسي ربطت رجله المكسورة بسلك يمزق بنطاله كلما جلس كما مزّق الفقر طموحاته ،يطلب كوب ماء يطري حلقه المتيبس من غبار المحجر .. البيت يضج بصوت الأخبار التي ما كانت لتحمل خبرا مفرحا والتي اعتاد والده أن يمضغها كالدواء قبل وبعد الأكل ،يشعر بحنق شديد وغصة تقف في حلقه يبتلع ريقه ، تتعالى الى رأسه صورمن الماضي والحاضر يمضيان في وتيرة واحدة بلا تغيير يشعر بالقهر والذل .. أين الماء؟

تمد له امه يدها كما مدت له قلبها وعمرها، أصوات ضجيج في الخارج تتبعها طلقات نارية ،ينسكب الماء من يده يهب من مكانه الى الخارج، تحاول أمه منعه وهي تعلم ان رصاص المحتل ليس له عين ولا ضمير، على الحاجزأمام بيته اشتباك جديد بين الشبان والجنود بسبب جندي يضرب امرأة ويوقعها ارضا تبصق في وجهه فينهال زميله عليها ركلا وضربا بكعب بندقيته يقترب أكثر يصرخ ويدفع الجنود ليتركوا الفتاة  يدفع الجنود والشباب بعيدا، أمامه زجاجة على مكعب اسمنتي ..أسرع من رصاصة يكسر الكأس بحافة المكعب يصطدم بقاتله غارسا زجاجته في صدره يحدق فيه لأول مرة دون خوف يخاطبه بعينيه : "مت انت وعنفك وسأموت أنا طلبا للسلام "

بقلم : منال الزعبي