النجاح الإخباري - النجاح الإخباري - تسبب حديث بعض الوزراء الإسرائيليين بشأن اقتراب شن عدوان جديد على قطاع غزة بتفجر خلافات داخل أقطاب الحكومة الإسرائيلية، لكن حالة الغضب كانت أكبر في التجمعات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، إذ عادت إليهم هواجس العودة لمواجهة ربما تكون أشد من سابقيها.

وجاءت تصريحات الوعيد بالحرب على لسان وزيرين إسرائيليين غير مختصين بهذا الشأن، فالأول نفتالي بينت وزير التعليم، والثاني يوآف جالانت وزير البناء والإسكان.

ورأى الوزيران المذكوران أن الفرصة مناسبة لإطلاق المزاودات على نتنياهو، في الوقت الذي يعاني من كثرة التحقيقات المالية في هذه الأيام من جهة، ونتائج تقرير المراقب حول حرب غزة من جهة أخرى.

وينسب للإثنين تحذيرهما مؤخرًا من حرب قد تقع في الربيع القادم، وهو الأمر الذي دفع وزراء آخرين من حزب الليكود لمهاجمتهما باعتبار ذلك مزايدة سياسية وحزبية بحتة، واتهموا بينت وجالانت بعدم التفكير في عواقب تصريحاتهم على سكان مستوطنات غلاف غزة، أو على السياحة التي تنتظرها "إسرائيل" بعد نهاية الشتاء.

بينما هاجم أكثر من محلل عسكري التصريحات الحربية ووصفوها بالانتهازية، وأنها قد تسهم في خلق حالة من التوتر والريبة لدى حركة حماس، الأمر الذي من شأنه زيادة فرص اندلاع الحرب مع عدم رغبة الأطراف فيها.

ورأى المحلل العسكري الشهير "يوسي ملمان" أن هكذا تصريحات حربية تعبر عن محاولة الوزيرين "ركوب الموجة" و"حشر نتنياهو في الزاوية" على ضوء اقتراب نشر تقرير المراقب.

وقال ملمان إن تصريحات نارية مشابهة سمعت منذ حرب لبنان الثانية وأن شيئًا لم يقع على الجبهة الشمالية منذ 11 عامًا.

واعتبر أنه ما كان يتوجب على الجيش "شد الحبل أكثر من اللازم مع حماس"، وأن استغلال فرصة الصاروخ الأخير لضرب أهداف "نوعية لحماس لا تعني بالضرورة كل هذا الكم من الغارات غير متناسبة مع الحدث".

أما المحلل العسكري في القناة العاشرة "ألون بن دافيد" فرأى أن هنالك من الساسة الإسرائيليين الذي يرون أنفسهم فقط في الحديث عن الحرب وإرهاب الجمهور الإسرائيلي، وأن هكذا تصريحات وترت الداخل الإسرائيلي أكثر من غزة.

واعتبر بن دافيد أن حماس لا تحلم بالحرب حاليًا، في الوقت الذي لا زالت غزة تنزف من تداعيات الحرب الأخيرة، مشدداً على أن حماس تواصل استعداداتها لحرب كهذه مع عدم سعيها لها.

أما وزير السياحة الإسرائيلي "يريف لفين" فقد شن هجومًا على تصريحات الوزيرين متهمًا إياهم بإشاعة جو من التوتر، لأنه يخدم أجندتهما السياسية، في حين يرى بأن هكذا تصريحات ستضر بالسياحة بشكل كبير، وأن "الوزيرين فعلا كمن يطلق النار على رجليه"، على حد تعبيره.

وبثت القناة الإسرائيلية العاشرة مؤخرًا تقريرًا أظهر مشاهد لمواقع جديدة شيدتها حركة حماس على طول الحدود مع "إسرائيل" وعرض مراحل تطورها منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة قبل عامين ونصف، بالتزامن مع تصريحات الوزيرين الإسرائيليين بشأن الحرب.

وقال أحد سكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع في التقرير إن مقاتلي حماس يقومون بتدريبات ميدانية تشمل إطلاق الرصاص الحي، والصواريخ، مشيرًا إلى أن المستوطنين يشاهدون مقاتلي حماس وهم يتدربون بأعينهم.

وأضاف "إن لسان مقاتلي حماس يقول نحن هنا ونفعل ما يحلو لنا غصبن عنك".