محمد ممدوح - النجاح الإخباري - كتب الكثيرون عن الفكر الثقافة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص، لكن ما تخفيه الكلمة أكثر مما يظهر حقًا في هذه الحروف، فالثقافة تعني صقل النفس والمنطق، أي أنها تنبع من ذات الشخص وبقدرته واطلاعه خلال سنوات حياته ترتفع نسبة الثقافة لديه، وكما هو يُقاس على الفرد يقاس أيضًا على المجتمع فالمجتمع المثقف مثقّف بأفراده ولا يولد مثقفًا.
و بغض النظر عن أن الثقافة تلخص تجربة المجتمع ووعيه، إلا إنها نافذة كبيرة على جميع مناحب الحياة من سياسة واقتصاد وغيرها، أي أن أصل الاقتصاد ونموّه يعود إلى المجتمع الذي بدوره يعود إلى الفرد، وأكبر دليل على ذلك قول الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، الرعد:11
واذا تحدثنا عن النمو الاقتصادي الذي هو حاليا 5.5 في المائة تقريبًا، وليس 2.2%، للدقة، وكان في "زمن سلام فياض" نحو 9.9% وليس 13% كما ذكر اللحام في مقاله الأخير، وإذا اقتبسنا عبارة من تقارير عام 2011 الرسمية الصادرة عن السلطات المختصة "ويعزى النمو المرتفع في الأراضي الفلسطينية خلال العام 2011 إلى ارتفاع نسبة النمو في قطاع غزة، والذي بلغ %23.0  مقارنة مع 5.2 % في الضفة الغربية"، أي أنّ قطاع غزة هو السبب المباشر لرفع مؤشر الاقتصاد.
وفي العام الأخير من حكومة سلام فياض أقتبس أيضًا من التقارير "شهد الاقتصاد الفلسطيني خلال العام 2013 مزيداً من المعاناة مع استمرار التباطؤ الاقتصادي للعام الثالث على التوالي، وتراجع النمو الحقيقي بشكل ملحوظ إلى 2.2 %، مقارنة مع 6.3 % في عام 2012 و 12.4 % عام 2011، ويأتي هذا الضعف في أداء الاقتصاد على خلفية التباطؤ في معدلات النمو المتحققة في الضفة الغربية، حيث انخفضت نسبة النمو من 10.7 % عام 2011 ، إلى 6.0 % عام 2012 ، وإلى حوالي 1.0 % عام 2013 . إضافة إلى تراجع النمو في قطاع غزة من 17.7 % عام 2011 ، إلى 7.0 % عام 2012 ، وإلى حوالي 5.6 % عام" 2013 ، دون أي أرقام وهمية ذكرها في مقاله 
اقتصادنا وسياستنا واجتماعياتنا كلها تعتمد على ثقافتنا، تعتمد على الفرد نفسه قبل أن يتّكل على غيره من الأشخاص والحكومات والأحزاب ان صح لي هذا التعبير، فتغيير السلوك الاقتصادي إلى الأفضل يعتمد عليك نفسك، لا على غيرك أو من تعتمد عليهم، فثقافة الفرد رافداً أساسياً من روافد الفكر الذي ساعد البشرية على الإنجاز والتقدم العلمي 
وتسهم الثقافة في نمو عدد من الجوانب المختلفة، على رأسها الجانب العقلي، فتؤثر على الفرد وشعوره نحو المجتمع، وكلما تناقص جانب الثقافة يبدأ التنافر بين الفرد والمجتمع، وتبدأ المشاكل تظهر بأنواعها كافة .
والمكتبة الوطنية التي يطالب اللحام بإلغائها أو بالأحرى عدم تحويل قصر سردا إليها لا يعلم الكثيرون فوائدها، فهي تضم جمع النتاج الفكري الوطني من كتب  ومخطوطات ودوريات ومواد سمعية بصرية ومصغرات فيلمية وبرمجيات حاسوبية، ويحتوي أيضًا على جمع الوثائق الموجودة لدى الوزارات المختلفة، القيام بمهام وأعمال الإيداع وفقا لأحكام قانون حماية حق المؤلف والذي يضمن حق الثقافة للأفراد وتفيد في عملية اختيار مواد المعلومات المنشورة.
إضافة إلى إصدار الفهرس الوطني الموحد , والذي يفيد في حصر مواد المعلومات المتوفرة والتعريف بأماكن توفرها، و الدراسات والبحث العلمي على المستوى الوطني وتطويره
بجانب العمل كمركز لتبادل المعلومات والمطبوعات على المستويين الوطني والدولي، كهيئة مركزية للفهرسة، والتعاون مع المكتبات الوطنية ومراكز الوثائق والتوثيق والمعلومات والمنظمات الوطنية والإقليمية والعالمية المتخصصة في المجال
أي إجمالًا تحفظ حق الفرد ثقافيًا والمجتمع ككل ما يؤثّر على الحالة الثقافية بشكل عام وتحسّنّها وتطوير أداء الفرد وبدوره المجتمع ككل .
فقرار تحويل قصر سردا إلى مكتبة مركزية، قرار يفيد الفرد بالدور الأول الذي يؤثّر بدوره على المستويات الأخرى في المجتمع، ومنه يمكن تطوير ما طالب به اللحام مدرسة للذكاء الاصطناعي ، أو كلية لدراسة النانو ، او جامعة لتعليم "هاي تيك" فكل هذه الأشياء تحتاج إلى حاضنة ثقافية قوية تعتمد عليها .