النجاح الإخباري - كشفت تقارير جديدة أنه مع استمرار الصراع في غزة، يشعر جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإرهاق، مما يقيد خيارات إسرائيل في حربها مع حزب الله.
وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت كشفت فجر اليوم أن الجيش الإسرائيلي يعاني في ظل مقتل وإصابة نحو 10 الاف جندي منذ السابع من أكتوبر، كما أنه كل شهر ينضم حوالي 1,000 جندي جديد إلى دائرة المصابين جسدياً ونفسياً.
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إنه مع دخول الحرب في غزة شهرها الحادي عشر، وتصاعد حدة تبادل إطلاق النار مع الجماعات الإقليمية مثل حزب الله، فإن العديد من الجنود الإسرائيليين يقتربون من نقطة الانهيار. فهم منهكون وفي بعض الحالات محبطون، ويكافحون من أجل تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل والخدمة العسكرية، في حين تتزايد الخسائر الاقتصادية الناجمة عن غيابهم.
وتضيف الصحيفة: "إن الضغط على القوى البشرية العسكرية هو أحد الأسباب التي تجعل المسؤولين الإسرائيليين مترددين في شن حرب شاملة ضد حزب الله، والتي تتطلب نفس المجموعة من جنود الاحتياط المنهكين للقتال ضد قوة عسكرية متفوقة بكثير على حماس".
وتتابع: "كما أنها تكشف عن نقاط ضعف طويلة الأجل بالنسبة لإسرائيل في ظل مواجهتها لاحتمال اندلاع صراعات مع جماعات يصعب التغلب عليها على حدودها لسنوات قادمة".
"لم تستعد إسرائيل لحرب طويلة، بل فكرنا في توجيه ضربة جوية كبيرة ثم مناورة سريعة للقوات البرية"، هكذا قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور.
وأضاف في تصريحاته لوول ستريت جورنال: ""كلما طال الوقت، كلما أصبح الحفاظ على الدعم والاستعداد" للقوات المقاتلة أكثر صعوبة.
وتقول الصحيفة الأميركية- ذائعة الصيت-: "تاريخيا، ازدهرت إسرائيل في خوض الحروب القصيرة، والتي تستطيع خلالها الاعتماد على جنود الاحتياط ومزاياها التكنولوجية الساحقة، مع قوة نيرانية مثل سربها من مقاتلات إف-35 التي حصلت عليها من الولايات المتحدة".
وتتابع: "لقد هزمت أربعة جيوش عربية في ستة أيام في عام 1967، وبعد ست سنوات، احتاجت إلى أقل من ثلاثة أسابيع لصد هجمات مصر وسوريا.. ولكن هذه المرة مختلفة. فالآن تسيطر مجموعات مسلحة، تمولها وتدربها إيران، على مساحات شاسعة من الأراضي".
وتضيف: "وقد يستغرق إزاحتها سنوات، إن كان ذلك ممكنا على الإطلاق.".
وتمتلك حماس وحزب الله صواريخ قوية وعشرات الآلاف من المقاتلين المدربين وبنية تحتية مهمة، بما في ذلك شبكات الأنفاق، في حين تشكل الجماعات المدعومة من إيران في اليمن والعراق وسوريا تهديدات أيضا.
وبحسب وول ستريت جورنال، في حين تقول إسرائيل إن الحرب في غزة تتحول إلى مرحلة أقل حدة، فمن المتوقع أن يظل القطاع غارقًا في العنف وعدم الاستقرار في المستقبل المنظور.
وحتى لو توصلت إسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، فإنها تواجه أيضاً احتمال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية، على حدودها الشمالية مع لبنان.
وفي ذروة الحرب في غزة، كان نحو ثلثي قوات جيش الاحتلال تتكون من جنود الاحتياط ــ نحو 300 ألف جندي احتياطي مجند، مقارنة بجيش نظامي يبلغ عدده نحو 150 ألف جندي، حسب تقديرات محللين أمنيين.
ورغم أن الأرقام الرسمية بشأن الانتشار الحالي غير متاحة للعامة، فإن المحللين الأمنيين يقولون إن عدد جنود الاحتياط المنتشرين انخفض بشكل كبير.
ورغم ذلك، لا يزال الآلاف منهم منخرطين في الخدمة، ويقول آخرون إنهم تلقوا تعليمات بأن يكونوا على استعداد للاستدعاء في أي لحظة.
ويقول الجندي في جيش الاحتلال عساف مور الذي غادر الخدمة ويحاول اعادة اعماله الاقتصادية: "أشعر أن كل شيء ينهار.. في نهاية المطاف، أنا بحاجة أيضًا إلى التعامل مع الحياة. أنا لست جنديًا نظامياً، بل أنا جندي لديه عائلة".