وكالات - النجاح الإخباري - يشكل تلوث الهواء خطرا على الصحة العالمية يفوق التهديد المتأتي من التدخين أو استهلاك الخمور، مع مخاطر أعلى في مناطق معينة من العالم مثل آسيا وأفريقيا، وفق ما كشفت دراسة نُشرت نتائجها اليوم الثلاثاء.

وبحسب التقرير -الصادر عن معهد سياسات الطاقة بجامعة شيكاغو "إي بي آي سي" (EPIC) بشأن نوعية الهواء في العالم، فإن تلوث الجسيمات الدقيقة المنبعثة من السيارات والمصانع والحرائق يمثل "أكبر تهديد خارجي للصحة العامة".

ورغم هذه الملاحظة، فإن الأموال المخصصة لمكافحة تلوث الهواء لا تزال ضئيلة للغاية مقارنة بتلك المخصصة للأمراض المعدية، على سبيل المثال، وفق التقرير.

تلوث الهواء يزيد خطر الإصابة بـ"السكري" حذّرت دراسة أمريكية حديثة من أن تلوث الهواء الخارجي حتى في المستويات التي تعتبر آمنة يزيد خطر الإصابة بداء السكري على مستوى العالم. 05.07.2018

ويزيد تلوث الجسيمات الدقيقة من خطر الإصابة بأمراض الرئة أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو السرطان.

كذلك، من شأن الامتثال بصورة دائمة لعتبة التعرض للجسيمات الدقيقة، التي حددتها منظمة الصحة العالمية، أن يزيد متوسط العمر المتوقع العالمي بمقدار 2.3 سنة، بحسب تقديرات توصل إليها معهد سياسات الطاقة بناءً على بيانات جُمعت عام 2021.

وبالمقارنة، فإن تعاطي التبغ يقلل من متوسط العمر المتوقع على مستوى العالم بنحو 2.2 سنة في المتوسط، بينما يقلص سوء التغذية لدى الأطفال والأمهات متوسط العمر المتوقع بمقدار 1.6 سنة.

 

آسيا وأفريقيا

وفي جنوب آسيا، المنطقة الأكثر تضرراً من تلوث الهواء في العالم، تتجلى التأثيرات على الصحة العامة بوضوح كبير.

فبحسب نماذج معهد سياسات الطاقة، يمكن لسكان بنغلاديش -حيث يُقدّر متوسط مستوى التعرض للجسيمات الدقيقة بـ 74 ميكروغراماً في المتر المكعب- أن يزيد متوسط العمر المتوقع لديهم بواقع 6.8 سنوات إذا ما خُفضت عتبة التلوث إلى 5 ميكروغرامات في المتر المكعب، وهو المستوى الذي توصي به الصحة العالمية.

وعاصمة الهند (نيودلهي) هي "المدينة الكبرى الأكثر تلوثا في العالم" بمتوسط معدل سنوي يبلغ 126.5 ميكروغراما في المتر المكعب.

وفي المقابل، حققت الصين "تقدما ملحوظا في حربها ضد تلوث الهواء" التي بدأت عام 2014، وفق ما تؤكد كريستا هاسينكوبف مديرة برامج جودة الهواء في معهد سياسات الطاقة، لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقد انخفض متوسط تلوث الهواء في الصين بنسبة 42.3% بين عامي 2013 و2021، لكنه لا يزال أعلى 6 مرات من العتبة التي توصي بها منظمة الصحة. وإذا استمر هذا التقدم، من المفترض أن يزيد متوسط العمر المتوقع لدى الصينيين بواقع 2.2 سنة، وفق تقديرات معهد سياسات الطاقة.

وبشكل عام، يشير التقرير إلى أن مناطق العالم الأكثر تعرضا لتلوث الهواء هي تلك التي تتلقى أقل الوسائل لمكافحة هذا الخطر.

وتوضح هاسينكوبف أنّ "هناك فجوة عميقة بين الأماكن التي يكون فيها الهواء أكثر تلوثا، وتلك التي يتم فيها نشر معظم الموارد بشكل جماعي وعالمي لحل هذه المشكلة".

وبينما توجد آليات دولية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "إتش آي في" المسبب للإيدز أو الملاريا أو السل، مثل الصندوق العالمي الذي يخصص 4 مليارات دولار سنويا لمكافحة هذه الأمراض، يفتقر العالم لآليات مماثلة لمكافحة تلوث الغلاف الجوي.

ويشير التقرير إلى أنه "مع ذلك، فإن تلوث الهواء يقلل من متوسط العمر المتوقع للشخص في الكونغو الديمقراطية والكاميرون -أكثر- من فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا وغيرها".