ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - بينما تجري مفاوضات الفرصة الأخيرة لعقد هدنة تحول دون إقدام إسرائيل على اجتياح رفح، تتسارع في وسائل الإعلام العبرية التقارير التي تتحدث عن اقتراب موعد صدور مذكرات اعتقال من محكمة الجنايات الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، حيث يتوقع أن تصدر المذكرات بحقهم الأسبوع المقبل، وفقا للقناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي.

-تحت الحافلة-

وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن المحكمة الجنائية الدولية لا يمكنها التحرك ضد نتنياهو وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي دون دعم علني أو تكتيكي من الولايات المتحدة.
وقال المصدر: “أين [الرئيس الأمريكي جو] بايدن ؟ لماذا هو هادئ بينما من المحتمل أن يتم إلقاء إسرائيل تحت الحافلة؟”.
وكشف المحلل العسكري بن كاسبيت أن "نتنياهو "مرعوب ومتوتر بشكل غير عادي"، وفي الأيام الأخيرة، أجرى ماراثون من المكالمات الهاتفية في محاولة للضغط على كل العوامل ذات الصلة في هذه المسألة، مع التركيز على الرئيس الأمريكي جو بايدن".
-جبان ومتردد- 
هذا فيما تتعالى الانتقادات التي توجه لنتنياهو على خلفية سيناريوهات التعامل مع ملف الحرب، ويقول المحلل السياسي نحميا شترسلر في مقال بصحيفة هآرتس إن مشكلة إسرائيل تتلخص بقيادة نتنياهو، الذي يصفه بالجبان والمتردد والمماطل.
ويقول شترسلر: "طوال السنوات العديدة التي قضاها كرئيس للوزراء، فضل (نتنياهو) عدم القيام بأي شيء. يخاف، يراوغ ويؤجل اتخاذ القرارات على أمل أن تزول المشاكل، ويحتفظ بمقعده. لكن المشاكل لا تختفي، بل تستمر في التوسع حتى تنفجر في وجهك بانفجار عظيم وكبير".
ويخلص إلى القول: "ليس لدينا بديل سوى الإعلان عن استعدادنا لإنهاء الحرب والانسحاب من غزة - بشرط أن يتم تسليم جميع الرهائن، الموتى والأحياء، بما في ذلك الجنود. ففي نهاية المطاف، فإن التخلي عنهم من شأنه أن يسبب ضرراً استراتيجياً دائماً...في بعض الأحيان يتعين عليك تقليص خسائرك لتجنب الإفلاس، وهو ما يقودنا إليه أحقر شخص في تاريخ الشعب اليهودي".
ويتفق الكاتب المعلق الصحفي روغل ألبير مع زميله في هآرتس، حيث كتب مقالاً بعنوان: "يجب الاعتراف بأن السنوار في إدارة الحرب يتفوق على القيادة الإسرائيلية بأكملها".
- خياران أحلاهما مر- 
كما يرى محرّر الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان أن إسرائيل أمام خياريين، يتلخصان أما بالذهاب إلى اجتياح رفح أو عقد صفقة، وهو يرى أنه في حال اجتياح رفح فإنه يجب نسيان المحتجزين الذين سيموتون بسبب أن عملية عسكرية من هذا النوع قد تستمر أشهرا.
ويقول بيرغمان: "من المشكوك فيه أنه بعد رفح سيظل هناك مختطفون على قيد الحياة للتفاوض بخصوصهم".
وبحسبه فان إسرائيل كان بإمكانها عقد الصفقة في وقت سابق على نفس الشروط، وكتب يقول: "لقد ثبت مراراً وتكراراً أن استمرار الحرب لا يؤدي إلا إلى موت المختطفين، وهم يحاولون الآن أن يقولوا للجمهور إن عملية في رفح وحدها هي التي ستمكن من عودتهم والقضاء على حماس. عملياً، قد تستغرق العملية في رفح وقتاً أطول، وليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت تستحق ثمنها".