النجاح الإخباري - توقعت استطلاعات الرأي التي تلت انشقاق حصول غدعون ساعر على (15-20 مقعدًا)، مما يجعل ساعر لاعبًا قويًا محتملا في الانتخابات المقبلة، والتي قد يعمل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، على إرجائها بعدما بدا متحمّسًا لها خلال الفترة الماضية.

غير أن التحدّيات الأساسيّة هي أمام ساعر نفسه، كي لا يكرّر "ظواهر استطلاعيّة" سابقة، مثل آفي غاباي في حزب العمل، الذي أعطته استطلاعات الرأي 25 مقعدًا فور اختياره قبل أن يتراجع إلى ما دون 10 مقاعد، و"يمينا" الذي يبدأ قويًا في استطلاعات الرأي ثم سرعان ما يتراجع، حتى أنه في انتخابات نيسان/أبريل 2019 لم يجتز نسبة الحسم.

كما يبرز تحدٍّ آخر أمام ساعر، هو عدم تكرار تجربة وزير المالية السابق، موشيه كاحلون، الذي انشقّ عن الليكود وأسّس حزب "كولانو" عام 2015 وحصل من أوّل انتخابات خاضها 10 مقاعد قبل أن ينتهي به المطاف عائدًا إلى الليكود مرّة أخرى.

وفي هذا السياق، كتب محلّل الشؤون الحزبيّة في "هآرتس"، يوسي فيرتر، أن ساعر حصل على نصيحتين من كاحلون، هما: الامتناع إقامة "مخيّم لاجئين" – أي قائمة تضمّ أعضاء كنيست ضائعين في نهاية حياتهم السياسيّة؛ وتبنّي، سريعًا، خطّة عمل، فكرة منظّمة وجدول أعمال لإسرائيل 2021.

وكتب فيرتر أن لدى ساعر برنامج عمل مفصّلا سيعرضه في "الزمان والمكان المناسبين".

وقدّر فيرتر أن ساعر سيضمّ، بعد عضوي الكنيست يوعاز هندل وتسفي هاوزر، رئيسة لجنة كورونا في الكنيست، يفعات شاشا بيطون، التي ثُبّتت في الليكود العام الماضي لكنّها ليست عضوًا فيه، وتحدّت نتنياهو في منصبها برفض قرارات تتعلّق بكورونا، وتعطيها استطلاعات الرأي أكثر من 5 مقاعد إن خاضت الانتخابات منفردة.

 

وكشف فيرتر أنّ ساعر وشاشا بيطون يتعاونان منذ مدّة في أكثر من موضوع، لكنّها محتارة إن كان عليها أن "تجرّب حظّها" في قائمة منفردة أو أن تكون المرشّحة الثانية، أو الثالثة على أقلّ تقدير، إن تنازلت لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، غادي آيزنكوت.

ونقل فيرتر عن ساعر قوله لمقرّبيه أنه لن يشارك في حكومة يرأسها نتنياهو، بأي شكل وأية حالة. ولا تحت زعيم المعارضة، يائير لابيد، وإنّه يفضّل المعارضة على ذلك. "لا تُخطئوا تقديري، نحن نبني هنا شيئًا للمدى البعيد".

أمّا بخصوص آيزنكوت، الذي تحقّق أسهمه طلبًا مرتفعًا في بورصة الأسماء المرشّحة لخوض الانتخابات المقبلة، قال فيرتر إنه أجرى لقاءات جديدة خلال السنة الأخيرة، "اللقاء الوحيد الذي لم يتسرّب منه هو اللقاء مع ساعر".

و بخصوص انضمام آيزنكوت إلى المعترك السياسي، قال فيرتر إنه لن يتّخذ قراره إلا بعد فضّ الكنيست رسميًا. "إن وصل إلى خلاصة أنّ انضمامه لأي طرف ستحول دون تشكيل نتنياهو ائتلافًا يمينيًا – حريديًا، يمكن الافتراض أنه سينضمّ. وإن اعتقد أن زائد عن الحاجة، فلن ينضمّ".

بالإضافة إلى توقّع استطلاعات الرأي بحصول ساعر بعد انضمام آيزنكوت إليه على 22 مقعدًا، سيكون لانضمام آيزنكوت أثر سياسي على الصورة التي سترسم لساعر. فكتب المحلّل السياسي لـ"معاريف"، بن كسبيت، أنّ "آيزنكوت، إن انضمّ، سيساعد ساعر على رسم صورة لنفسه على أنه يمين – مركز عملي، نظيف، غير مرتشٍ. هذا سيساعده على أخذ مقاعد من (رئيس قائمة "يمينا"، نفتالي) بينيت. سيشعرون أنهم أفضل عن ساعر التل أبيبي، غير المسياني، لا أعباء على ظهره على شكل بتسلئيل سموتريتش. ساعر سيخبط بينيت في بطنه الرخوة: الاحتمال، برغم كل ما حدث أن ينضم بينيت إلى نتنياهو".

لماذا لن تتكرّر تجارب المنشقين السابقة؟

ليس ساعر أوّل منشقّ عن الليكود، فقد سبقه إلى ذلك أرئيل شارون عام 2005 وأسّس حزب "كاديما" ولاحقًا موشيه كاحلون الذي أسّس حزب "كولانو" وحصل عام 2015 على 10 مقاعد قادته إلى وزارة الماليّة، قبل أن يختفي الحزبان لاحقًا. فما الذي لن يكرّر هاتين التجربتين؟

كتب المراسل السياسي للقناة 12، عميت سيغل، الجمعة، في "يديعوت أحرونوت"، أنّ ساعر لم يترك الليكود بناء على تحوّل أيديولوجي، مثل شارون الذي قرّر الانسحاب من قطاع غزّة حينها؛ "وبخلاف كاحلون، لا يطلب أن يكون حركة مركز هلامية. برنامج الحزب الجديد سيضمّ رسالة سياسية غير قابلة للتأويل مع الاستيطان وضد إخلائها، وأيضًا مع رسالة قضائيّة: نعم لإصلاح عميق في منظومة إنفاذ القانون، لا للقوانين الشخصيّة. في خطاب الإطلاق".