نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري -  

  • تعيين السعودية سفير غير مقيم في القدس خطوة حكيمة وبالغة الأهمية
  • الإمكانيات التي تُقدم للفلسطينيين لمواجهة عمليات الهجر والهدم بسيطة جداً ورمزية
  • معركة إسرائيل في القدس "كسر عظم"
  • لجنة متابعة الحوار الفلسطيني تشكلت لمناقشة إنهاء الانقسام
  • تغيير كبير في موقف الغرب وأميركا تجاه القضية الفلسطينية
  • سياسية إسرائيل الآن غير مجدية وناجحة

 

أفاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عدنان الحسيني، بأن اجتماع اللجنة التنفيذية المرتقب سيكون قريباً، وذلك لمناقشة العديد من الملفات على الساحة الفلسطينية، وبالأخص بعد اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح والإعلان عن مؤتمر فتح الثامن الذي سيُعقد في الـ 12 كانون الأول/ديسمبر المقبل من العام الجاري.

وقال الحسيني في حوارْ خاص لـ"النجاح الاخباري": إن اللجنة التنفيذية دائماً ما تجتمع مع الرئيس محمود عباس، مشيراً إلى أنه يكون أحياناً اجتماع ثنائي وثلاثي مع الأعضاء بخصوص موضوع أو موقع معين.

وأضاف أن الرئيس عباس كان في السابق مشغولاً باجتماع "ثوري فتح"، مضيفاً "أما الآن فمن الممكن أن يُعقد اجتماع للجنة التنفيذية في القريب العاجل، بعد انتهاء اجتماع الثوري".

وتابع الحسيني، بالنسبة لموضوع انتخابات اللجنة التنفيذية فهو لم يُبحث الآن، وهذا الملف سيُبحث في اجتماعات المجلس الوطني والمركزي، خلال الاجتماعات القادمة.

وأشار إلى أنه لا يوجد أي شواغر في اللجنة التنفيذية، خصوصاً بعد استقالة حنان عشراوي، مؤكداً أنها امتلأت منذ فبراير من العام 2022 الماضي.

وكانت حنان عشراوي قدمت استقالتها من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر للعام 2020، معلقة أنه آن الأوان لإجراء إصلاحات وتفعيل منظمة التحرير وإعادة الاعتبار لصلاحياتها ومهامها.

وعن اجتماع المجلس المركزي، صرّح الحسيني بعدم وجود أي معلومات لديه حول هذا الموضوع، لافتاً إلى أن المركزي اجتمع في فبراير عام 2022 الماضي.

وأردف قائلاً أنه مر سنة وأكثر على هذا الاجتماع، وتوقع أن يُعقد قريباً، مضيفاً أنه من المفترض أن يجتمع اجتماع المجلس المركزي كل سنة مرة أو مرتين، لكنه استدرك بأن أعضاء المركزي في الشتات هو من يؤجل بعض الشيء هذا انعقاده.

خطوة حكيمة

واعتبر الحسيني تعيين المملكة العربية السعودية سفيراً غير مقيم لها في الأراضي الفلسطينية، خطوة حكيمة وبالغة الأهمية.

وقال الحسيني: إن "خطوة السعودية مهمة لأنها جاءت في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة أن تضع يدها من أجل تطبيع السعودية مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة خرجت من شخص يتقن السياسة والدبلوماسية.

وأضاف أن السعودية كان لها قنصلاً في القدس ما قبل عام 1967، ومبنى هذا القنصل موجود إلى حتى الآن، لافتاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تضع يدها على المبنى.

واعتبر الحسيني خطوة السعودية تعيين سفير في القدس، رسالة كبيرة في الوقت الذي تسعى فيها أميركا لعمليات التطبيع، مؤكداً أن الفلسطينيين يقدرون هذه الخطوة ويعتبرونها في غاية الأهمية، لأنها "لا تصدر إلا من الذين يحافظون على القضية الفلسطينية ومهتمون بها، والسعودية من أولى الدول التي تهتم بقضيتنا".

وتابع أن، استلام أوراق اعتماد السفير تم في عمان، أما بشأن الترتيبات فبيّن الحسيني، أنها غير معروفة بالنسبة لحضور السفير إلى فلسطين، أو أن يظل في الأردن، مؤكداً أن هذا الأمر تقرره وزارة الخارجية السعودية الفلسطينية.

مخططات إسرائيلية لتهويد القدس

وحول مخططات الاحتلال لتهويد مدينة القدس، قال الحسيني، إن الخطوات التي دائمًا نتبعها في هذا الموضوع، هي تهيئة الجمهور إلى ما ينتظرهم من مخططات، لافتاً إلى أن الإمكانيات التي تقدم للمقدسيين لمواجهة علميات التهجير والهدم، بسيطة جداً ورمزية.

وأوضح أن الإجراءات الإسرائيلية ضد المقدسيين، ومنع المرابطين من الدخول إلى المسجد الأقصى بأنه قدر المقدسيين ذلك، منوهاً في ذات الوقت إلى أن الحكومة الفلسطينية تخصص ميزانيات للقدس ومؤسساتها، شأنها شأن ما تخصصه الحكومة لكل الأراضي الفلسطينية المسيطرة عليها.

وأضاف رئيس دائرة شؤون القدس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لو نتحدث عن ميزانيات تُقارن مع ميزانيات الطرف الآخر (الاحتلال الإسرائيلي)، مردفاً القول "لو وضعنا كل ميزانيات السلطة للقدس لن تقف أمام ما تضعه إسرائيل لتحقيق الغاية".

وبحسب الحسيني، فإن إسرائيل معركتها في القدس معركة "كسر عظم"، هي تريد أن تُلغي وتمحي كل شيء وكل رواية وكل ما يتعلق بفلسطين، وكل ما يخص المسلمين والمسيحيين أيضًا، واصفاً هذه المعركة بـ"المعركة الكبيرة جداً".

وتابع " يجب ألا تُترك المعركة للفلسطينيين والمقدسيين وحدهم هذا ظلم كبير"، مؤكداً أن الفلسطينيين والمقدسيين يقدمون أرواحهم فداء قدسهم وأقصاهم "وهذا ما في إمكانهم تقديمه للمدينة المقدسة".

ولفت الحسيني إلى أن العالم كله يعلم أنهم يقدمون أرواحهم كل يوم، لكنه استدرك قائلاً "بعد ذلك ما يبقى إلا الجود من الموجود، وما علينا إلا تقسيم اللقمة وما تقدمه السلطة لنا، ودائماً نضغط على الحكومة بأن يكون هناك استثناءات للقدس، لأنها معركتها استثنائية. حسب وصفه.

القضية الفلسطينية

وعلّق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على ملف القضية الفلسطينية قائلاً، إن قضيتنا قضية تكرر نفسها، كل يوم يرتقى شهداء منا، وكل يوم تقرر الحكومة الإسرائيلية قرارات جائرة، وكل يوم مجموعة من القادة الإسرائيليين يقومون بأعمال لا تحصل بالتاريخ، لا أحد يُعاقب أو يُحاسب.

وأضاف أن "قضيتنا أصبحت معروفة لكل العالم، هناك حراك في العالم يكشف قضية حكام إسرائيل وما تقوم به إسرائيل للفلسطينيين وللمقدسيين".

وأشار الحسيني إلى أن منظمة التحرير تُتابع ملف محكمة الجنايات الدولية، بعد أن قدمت السلطة الفلسطينية ملفات لمعاقبة إسرائيل وقادتها كقادة حرب، مستطرداً أن إجراءات هذه المحكمة صعبة جدًا وليست سريعة.

وبيّن أن المحكمة في بعض الأحيان يُمارس عليها ضغط من بعض الجهات أولهم الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً أن "أمريكا والغرب هو من يحكمون المحكمة ويقدمون لها الدعم المالي ولهم القدرة على الضغط عليها".

كما لفت الحسيني إلى أن لجنة المتابعة المنبثقة عن اجتماع العلمين للأمناء العامين للفصائل، تشكّلت، وستقوم بمتابعة الملفات المنوطة بها بشأن إنهاء الانقسام، مشيراً إلى أنها قد تلتئم في مصر خلال الشهر المقبل.

وقال إن لجنة المتابعة عليها أن تجتمع وتصدر قرارات ووثيقة لما اتفقت عليه، مشيداً بالدور المصري في هذا الأمر، لأنها استعدت باحتضان أي حوار أو اجتماع فلسطيني على أراضيها.

التحركات الدبلوماسية

وعن التحركات الدبلوماسية التي تحدثت عنها وزارة الخارجية الفلسطينية، يرى المسؤول الفلسطيني في منظمة التحرير أن هناك تغيير كبير في موقف الغرب والولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن هناك أصوات كثيرة تخرج مؤيدة للقضية الفلسطينية.

وتابع أن الأمور تغيرت عن السابق، وأصبح الغرب لا ينظر على إسرائيل أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم، وأن حقوق الإنسان ضاعت، مشدداً على أن نظام الحكم في إسرائيل الذي يرأسه نتنياهو وبن غفير وسموتريتش هو من وضع إسرائيل في هكذا موقف.

ونوه إلى أن المعركة بدأت تخرج من الحيز الفلسطيني والعربي إلى الحيز العالمي، منوهاً إلى أن هذا إذا ما دل فإنه يدل على أن سياسية إسرائيل غير مجدية وغير ناجحة، وأن القضية الفلسطينية واضحة أمام العالم.

ومضى قائلاً، سيأتي الوقت ليكون هناك ضغط على إسرائيل لتعود إلى رشدها وصوابها، وتعلم أن الشعب الفلسطيني لديه حقوق يجب أن يأخذها.