وكالات - النجاح الإخباري - بعدما أصابت شظايا جلسة مجلس الوزراء العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وتمثّلت بالنبرة العالية التي تكلّم بها رئيس التيار عن حزب الله من دون تسميته، يأتي أول اختبار للعلاقة بين الطرفين تحت قبّة البرلمان في جلسة انتخاب الرئيس التاسعة، غدا الخميس، إذ كان الثنائي الشيعي ومعه التيار و”تيار المردة” يصوّتون بالورقة البيضاء في وجه مرشح القوى السيادية النائب ميشال معوض، فيما باسيل وفي إطار كلامه التصعيدي أكد أنه سيتصلّب أكثر في موضوع الاستحقاق الرئاسي وخصوصاً في رفض خيار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ملوّحاً بالخروج من الورقة البيضاء.

واللافت أنه بعد مرور 24 ساعة على مواقف باسيل لم يصدر أي رد من قبل حزب الله في ظل معلومات عن توجيهات أعطتها قيادة الحزب في حارة حريك لكل الأعضاء من وزراء ونواب بعدم الرد بهدف احتواء غضب رئيس التيار. كذلك، آثر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عدم الرد على باسيل، الذي تعرّض له بكلام قاس، وذلك بغية عدم زيادة التشنج القائم فيما يستعد للسفر إلى السعودية تلبية للدعوة التي تلقاها للمشاركة في القمة العربية الصينية.

وكان باسيل في أوضح رسالة لحزب الله حول “تفاهم مار مخايل” أن “وجدونا الحر أهم من أي تفاهم، وكما لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك، نحن نقول لا قيمة ولا قيامة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية المتوازنة”. وساوى باسيل بين تغطيته سلاح حزب الله وبين الشراكة، قائلاً “كل واحد عنده سلاح بالبلد ونحنا دورنا هو سلاحنا وما حدا بيشلّحنا ياه… كلنا بحاجة لاحتضان وطني من بعضنا ويلّي بيطلع بخياره من الاحتضان الوطني هو بيبرد امّا يلّي بيفتكروا انّهم بيضهروه بالقوة من الاحتضان الوطني، فهنّي بيبردوا”.

وفي وقت ربط كثيرون بين تصعيد باسيل وملف الانتخابات الرئاسية واستبعد بعضهم فك التحالف بين الطرفين، سأل آخرون إن كان رئيس التيار بصدد ترتيب صفقة مع الأمريكيين لرفع العقوبات عنه تؤدي إلى الخروج من تحالفه مع الحزب ورفع شعبيته في الشارع المسيحي بعدما تراجعت إلى أدنى مستوى لحساب القوات اللبنانية.

وفي المواقف من هذه الأزمة، رأى مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام “أن إصرار النائب جبران باسيل على التحدث باللغة الطائفية المقيتة، وإمعانه في استهداف مقام رئاسة الحكومة ورئيسها يخرج عن كل الأدبيات السياسية، وتستشف منه معاني الحقد والعداء الشخصي وتصفية الحسابات، والتوتر السياسي، وهذا أمر يجب ألا يقع فيه الساسة وخصوصا في الأزمات”. وقال “لا أحد يريد استهداف المسيحيين، لكن من يتحدث بهذه اللغة الطائفية هو من يستهدفهم ويستهدف الوطن بكامله، وما قام به الرئيس نجيب ميقاتي يقع ضمن ما يسمح به الدستور اللبناني، ويحاكي تطلعات اللبنانيين في الحصول على دوائهم واستشفائهم وحقوقهم المشروعة”.

أما النائب اللواء جميل السيد فجاء في تغريدة له “صحيح موضوع الرئاسة عالق بين التيّار وحزب الله، لكن ميقاتي أجّج الوضع بعقد مجلس الوزراء خلافاً للدستور بما لم يقم به قبله أي رئيس حكومة مستقيلة”، سائلاً “هل كان ذلك غباء أو مؤامرة؟”. وأضاف “ميقاتي هو دائماً رئيس الصدفة، يلعب دوراً ويقبض مصلحة، ومن بعده الطوفان!”، وختم “عدو واضح خير من صديق مُراوِغ”.