النجاح الإخباري -  يبدو أنه بالنسبة لوزارة الخارجية الأمريكية لم تعد الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان أراضٍ محتلة، فقد تنازلت واشنطن عن الاصطلاح التعبيري الشامل لجميع هذه المناطق "الأراضي المحتلة" في تقرير جديد لها يعنى بحقوق الانسان.

ومنذ العام 2011، تنشر الادارة الأمريكية تقريرا سنويا حول ممارسات حقوق الانسان والذي يعاين أوضاع حقوق الانسان في العديد من الدول، وفي نسخته الأخيرة التي صدرت باسم القائم بأعمال وزير الخارجية جون ساليفان في واشنطن يوم الجمعة، تجنب التقرير استخدام مصطلح "الأراضي المحتلة"، إن كانت من سوريا أو أراضٍ فلسطينية للفصل الذي تطرق لاسرائيل والأراضي الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية، تحت مسمى "اسرائيل والأراضي المحتلة". وطوال سبع سنوات تطرق التقرير السنوي الى "مرتفعات الجولان الواقعة تحت احتلال اسرائيلي"، و "الأراضي المحتلة" قاصدا الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وربمل للتدليل على هذا التغيير، عندما نشرت وزارة الدفاع الأمريكية - البنتاغون، الأسبوع الماضي خارطة الضربة الأمريكية على سوريا، شملت في خارطتها الجولان السوري المحتل ضمن دولة الإحتلال وليس ضمن سوريا، ولم تظلله كمنطقة محتلة.

ولأول مرة من سبعة أعوام، حمل هذا الفصل، لأول مرة اسم "اسرائيل، مرتفعات الجولان، الضفة الغربية، وغزة". ولا يتطرق التقرير البتة الى الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 في أعقاب حرب الأيام الستة. ولكن لا يزال التقرير يتحدث عن "الجولان المحتل".

ولا تزال "اسرائيل" وسوريا رسميا في حالة حرب. ومنذ حرب حزيران/ يونيو 1967 تحتل "إسرائيل" 1200 كلم مربع من هضبة الجولان (شمال شرق) ولم تعترف المجموعة الدولية بضمها الى السيادة الإسرائيلية الذي تم من خلال سن قانون في 1981 فيما تبقى حوالي 510 كلم مربع تحت السيطرة السورية.

وفي حزيران/ يونيو 2017، أحيت اسرائيل 50 عامًا لاحتلالها الأراضي المحتلة. والتي بنت فيها مستوطنات شتى، قبل الانسحاب من قطاع غزة عام 2005. ويؤدي البناء الاستيطاني، وتوسيع المستوطنات القائمة، إلى قضم مساحات جديدة من الأراضي الفلسطينية، ويُمعن في تقطيع أوصالها ويهدد فرص إقامة دولة أراضيها متواصلة. ويزيد عدد المستوطنين عن 600 ألف بينهم 400 ألف في الضفة الغربية، والباقون في القدس الشرقية المحتلة. ويعد وجودهم مصدر احتكاك وتوتر مستمر، مع 2,6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.