ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - دراسة جديدة أظهرت أن التخدير العام قد يجعل أدمغتنا في حالة تشبه النوم وليس فقدان وعي كامل ويشير هذا الاكتشاف إلى أن بعضا ًمن أجزاء الدماغ تظل قادرة على معالجة الأحاسيس من البيئة حولها حتى لو لم يستطع المريض تذكر أي منها أثناء الاستيقاظ.

وقارن الباحثون من جامعة توركو في فنلندا التأثيرات العصبية لعقار من الأدوية المستخدمة عادةً لتخدير المرضى قبل الإجراءات الطبية وكان هدفهم هو تحديد ما إذا كان عدم الاستجابة يعود بشكل كبير إلى التأثير المباشر للعقاقير نفسها.

ويقول الباحثون في تقريرهم "عدم الاستجابة لا يعني فقدان الوعي لأن المرء لديه تجارب واعية حتى بدون استجابة سلوكية".

ولكن لا تزال التفاصيل حول كيفية تغيير هذه الأدوية لوظائف الدماغ غامضة إلى حد كبير وهذا أيضا لأننا لا نعرف الكثير عن كيفية عمل الوعي.

وأشارت تسجيلات تخطيط الدماغ الكهربائي إلى أن المتطوعين الذين خضعوا للتخدير العميق كانوا لا يزالون يسمعون العبارات المربكة وكانوا يحاولون فهمها حتى لو لم يتذكروا لاحقاً سماع الجمل وكانت أدمغتهم تتفاعل بشكل أسرع مع الضوضاء كما لو أنهم تعلموا أن يتعرفوا عليها.

"بمعنى آخر يمكن للدماغ معالجة الأصوات والكلمات على الرغم من أن الموضوع لم يتذكرها بعد ذلك" كما يقول طبيب التخدير هاري شاينين.

"على عكس الاعتقاد الشائع  التخدير لا يعني فقدان كامل للوعي بل فصل المريض عن البيئة المحيطة به".

ينسجم العمل في هذه الدراسة مع الدراسات الأخرى التي تشير أيضًا إلى أن التخدير لا يوقف أجزاء من الدماغ ، بقدر ما يمنعها من التواصل بحرية.