النجاح الإخباري -  

النجاح الاخباري - كتبت ريما سروجي

من أزقة القدس القديمة، و حاراتها المعتقة بحكايات الماضي، يطل علينا المهندس و الفيزيائي و الروائي الفلسطيني، عارف الحسيني، في الجزء الثاني من روائية ثلاثية مقدسية، تحكي القدس و أهلها، في حقبة زمنية تعود لاوائل الثمانينيات من القرن الماضي"حرام نسبي" ولادة جديدة بعد مخاض استمر أربعة سنوات و  نصف، كما عبر الحسيني،  مضيفا" جاءت رواية حرام نسبي  في ثلاثية  أكتبها عن المكان في القدس، و  ما مرت به المدينة من أحداث  في السنوات الاربعين الماضية، منها  يوميات الثورة و السلام و ما بعدها من تهويد المدينة و ما تشهده المدينة من أحداث يومية"

وقد  بدأ الحسيني أول رواياته في اطلاق الجزء الاول من ثلاثيته الروائية  " كافر سبت" عام 2012، مؤكدا أن  اطلاق "حرام نسبي"  جاءت  لتكمل ما بدأه في "كافر سبت" التي تحدث فيها عن الرجل و حياته في سياقها الاجتماعي و الثقافي و السياسي، اضافة الى الحديث عن المفارقات الاجتماعية في المجتمع المقدسي و يضيف"  تأتي حرام نسبي لتكمل هذ اللوحة المقدسية، في تناول المرأة و هي زوجة المناضل، و زوجة الاسير، و ابنة من اجترع الثورة من طفولته و كيف أثر ذلك في حياتها" ما جعله يجري 38 مقابلة مع عدة نساء من أماكن مختلفة، بتوقيت زمني ما مجموعه 120ساعة،  لرصد  واقع المرأة المقدسية  في تجارب الحب و الزواج و الموت"

 مؤكدا" أن المرأة في القدس تواجه تحديا أكبر حيث يفرض الاحتلال سيطرته بطريقة مباشرة على الشباب الذي يدفعهم الى سوق العمل داخل اسرائيل كأيدي عمل رخيصة، ما يقابله تهميش لحقوق المراة في التعلم و العمل لبناء علاقات اجتماعية متكافئة بين الجنسين"  و يشير الحسيني ال أنه   بدأ في رحلته الكتابية للجزء الثالث من الروائية الثلاثة المقدسية، و التي سيظل متحفظا على شخوصها و أحداثها  حتى اكتمال عمله الادبي، ليصل بالقارئ الى الهدف الرئيسي في ثلاثية روائية شيقة عن مسقط رأسه.

يذكرأن عارف الحسيني هو مهندس مختص في الهندسة الالكترونية و رئيس مؤسسة النيزك للبحث العلمي، و التي تعمل على تعزيز العلم و  التكنولوجيا في المجتمع الفلسطيني من خلال تطبيق المشاريع العلمية و التكنولوجية، و على رأسها ارسال وفد من  طلاب المبدعين الى وكالة  ناسا و المتحف الفضاء في واشنطن ، على مدار الخمس السنوات السابقة.

ويرى الحسيني أن من يحترف العلم و التفكير العلمي ممكن له في حال وجود الموهبة الحقيقة في الكتابة الادبية، مع توفر المخزون الفكري و المعرفي للتفكر و التامل في مجريات الحياة يستطيع أن يلج عالم الادب و الفن  على مستويات مختلفة.