النجاح الإخباري - خاص: لم تكن "جريمة في رام الله" لتحقق شهرة أكثر مما حققته. 
هذه الرواية التي تعد واحدة من آلاف المؤلفات التي تطبع سنويا في الوطن العربي ولا يباع منها بضعة إعداد.
أمست بين ليلة وضحاها الشغل الشاغل للكثيرين. كيف لا؟ ونحن نعيش في بلاد "كل ممنوع فيها مرغوب".
وهو ما حولها من عمل رخيص إلى سلعة يكلف الحصول عليها في رام الله مثلاً 250 شيكلا (5 أضعاف سعرها الأصلي) 
وباتت من الكتب الأكثر مبيعًا في  معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الثامنة والأربعين.
بل أن دار منشورات المتوسط أعلنت عن نفاد أعداد الرواية من معرض القاهرة.
وأصبح المراهقون يتبادلون الرواية سرا عبر الشبكة العنكبوتية وكأنها فيلم جنسي.
الرواية المليئة بالكلمات المسيئة للأدب والأخلاق العامة، وتسيء بعض فقراتها إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكذلك زوجات وعائلات الشهداء، تثير جدلاً قديمًا جديدًا. 
وتطرح أسئلة من العيار الثقيل، على غرار، لماذا يتم استهداف رموز القضية الفلسطينية بالتزامن مع هجمة إحتلالية منقطعة النظير تستهدف البشر والحجر؟
وهل بالفعل ظاهرة "المثلية الجنسية" متواجدة في المجتمع الفلسطيني كما أظهرها عباد يحيى في روايته؟
المعارضون للرواية يرون أنها لا ترقى لمستوى العمل الأدبي المحكم، وهي ليست سوى هلوسات جنسية مقززة، فالأدب الحقيقي هو الذي يهذب الروح والجسد، وليس ما يهدم القيم والأخلاق.
وبينما يقول المؤيدون للرواية أنها تعبر عن واقع نعيشه وحق التعبير مكفول بالقانون، يرد المنتقدون أنها لا تمت للواقع بصلة، مشددين أيضاً على أن عجلة حرية التعبير تتوقف عندما تعتدي على حقوق الآخرين.
ويقول ناقد أدبي معلقا على القضية، إن حرية الكتابة مكفولة. لكن هذا الكلام نظريا فقط، فحتى في أميركا لا يستطيع أي كاتب الطعن في الهولوكست أو مدح هتلر.
ويضيف آخر أن الانتقادات للرواية، تعيد للأذهان ما حصل مع سلمان رشدي مؤلف كتاب "آيات شيطانية"، حيث اصبح ذات شهرة واسعة ولم يكن احد في العالم قد سمع به من قبل. 
ويعتقد البعض أن الكثير من الكتب والمؤلفات تحمل إيحاءات جنسية لكنها تعتبر من روائع الأدب ولاقت نجاحا باهرا، لكن في رواية "جريمة في رام الله" يبدو استخدام هذه المصطلحات كحشو يراد به استقطاب قراء أكثر.
ففي نهاية المطاف كل كاتب يريد لكتاباته الشهرة، وبالنسبة للبعض اللجوء إلى تابو الجنس يشكل خبطة... وهو ما حصل مع الرواية مدار الحديث، حيث إن الكثيرين اندفعوا لقراءتها، واولهم وزير الثقافة ايهاب بسيسو.
على العموم وبعيدا عن ما تحتويه من كلمات وهلوسات، من يقرأ الرواية، يكتشف انها أشبه بفيلم رخيص الإنتاج، وإحداثها اشبه بصوت يأتيك متقطعا عبر هاتف رديء.
فالحبكة غير مترابطة بشكل جيد، وشخصياتها تشعر أنه جرى تسخيرهم لخدمة أهداف بعينها. لتغدو رواية جريمة في رام الله- بحد ذاتها جريمة !