نابلس - لارا زايد - النجاح الإخباري - تعيشُ دولة الإحتلال حالةً من الرعب والقلق في ظل تزايد العمليات ضدها في الضفة الغربية، مع فشل حكومة بنيامين نتنياهو بوقف هذه العمليات التي أصبحت أكثر تصاعداً وتساهم في إيقاع القتلى والمصابين في صفوف الإحتلال ومستوطنيه.

وكما دائماً تسعى حكومة الاحتلال لتوريد أزماتها الداخلية على حساب الدم الفلسطيني، بزيادة القتل والتشريد والتدمير والإستيطان إضافة إلى مسلسلٍ لا يتوقف من الانتهاكات، قد كشفت وسائل إعلام عبرية مؤخراً بأن الجيش قريب من تنفيذ ما يعرف بضربة استباقية أو "نشاط عملياتي" كبير خارج فلسطين أو في قطاع غزة حسب قولها.

فماذا سيترتب على إقدام الاحتلال  شن عملية عسكرية سواء على غزة أو لبنان أو إيران؟ ولمصلحة من ستصب هذه العملية؟ وماذا عن التهديد بالعودة لسياسة الاغتيالات في الضفة؟ مع التهديد العلني لحركة حماس باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري

رئيس قسم الجغرافيا في جامعة النجاح الوطنية والمحلل السياسي د. أحمد غضية أشار للنجاح الإخباري، إلى أن إسرائيل تعيش أكبر أزمة داخلية في تاريخها حاليًا، وذلك بسبب التعديلات القضائية التي تم اقرارها في الطريق إلى التنفيذ، والتي يعارضها قرابة 48% من "الإسرائيليين" كونها تصب في خانة دكتاتورية الحكم، ومرتبطة أيضًا بمصالح شخصية لنتنياهو، إلى جانب سياسات ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش التي أصبحت تسيطر على مفاصل الحكم في "إسرائيل".

وأضاف غضية بأن نتنياهو يسعى دائمًا للخروج من المأزق الذي يعيشه على حساب الشعب الفلسطيني، وأنه إذا لم يتم الضغط عليه إقليميًا وأوروبيًا وأمريكيًا، فإن ذلك قد يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع خارج حدود فلسطين التاريخية

ويرى غضية أنه إذا قامت دولة الاحتلال بضرب أهداف على شكل اغتيالات بحجم العاروري، فإن هذا الأمر سيلقي بظلاله على المنطقة بالكامل وعلى الإقليم، لأن شوكة المقاومة بكافة فصائلها ازدادت بشكل كبير، وستدفع إسرائيل ثمناً غالياً إزاء ذلك.

ونوه غضية بأن ردود الفعل لعمليات الاغتيال سيقابله بالتأكيد اغتيال موازي له ومساوي له في القيمة وسيوسع المواجهة، مؤكداً بأن المقاومة محلياً وأقليمياً قادرة على الرد والصبر.

أما حول تهديد دولة الاحتلال بشكلٍ صريح لإيران، أكد غضية بأن اسرائيل لا يمكن اقدامها على خطوة ضرب إيران، لأنها ليست كأي دولة حيث لديها قوة صاروخية عظيمة ومسيرات بمستوى تكنولوجي عالمي، وسلاح جوي وقدرات هائلة، وأي ضربة لايران سوف تؤدي إلى نهاية إسرائيل كما يقول المسؤولون الإيرانيون.

وفيما يتعلق بتصاعد العمليات في الضفة الغربية والتخوف الإسرائيلي من دعمها، أشار غضية بأن الذي أوصل الأوضاع إلى هذه الحالة هو الحصار وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مع توفر بيئة مواتية للانخراط في مجال المقاومة ضد اسرائيل، التي لم تعطِ أي فرصة لتحسين الأوضاع من خنق مالي وحجز للضرائب وعدم القدرة على دفع الرواتب، كما أن السلطة الفلسطينية في وضعٍ محرج للغاية إزاء الأزمة المالية التي تعصف بها، مبيناً بأن قوى المقاومة الخارجية هي على استعداد لتمويل المقاومة في الضفة الغربية.

فيما يقرأ المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية د. رائد الدبعي الأمور باتجاه مشابه، حيث قال بأن اسرائيل وحكومتها اليمينية تقوم على قاعدة تقول عرب أقل وأرض أكثر وتريد كل الجغرافيا دون الديموغرافيا وهذا ما يتجرمه فلسفة المتطرفين على الأرض من قبل اليمين الديني المتطرف بقيادة مجموعة من الارهابيين في مقدمتهم نتنياهو.

واستدرك الدبعي قوله بأن هذه الممارسات الاسرائيلية هي من تقود الشعب الفلسطيني لممارسة حقه في المقاومة والدفاع عن نفسه ووجوده في أرض الآباء والأجداد إضافة إلى الصمت العالمي والتحيز الامريكي الواضح لدولة الإحتلال.

وبشأن سياسة الاغتيالات يقول الدبعي بأن اسرائيل تمارس عمليات الاغتيالات من خلال شبكاتها الأمنية وعصابتها الممتدة في كل دول العالم منذ سنوات طويلة حيث اغتالت في تونس وماليزيا سوريا ودمشق وايران، ومن وجهة نظره فإن اسرائيل ليس غريباً عليها أن تقوم بذلك مجدداً لكنها ستحسب ذلك جدياً قبل ان تجرؤ على اغتيال خارج حدود دولة فلسطين لأن ذلك سيكون أحد المؤشرات لاندلاع جولة جديدة من الحرب  أو المواجهة تتعدى حدودها الضفة الغربية.

وبين الدبعي أن كل ما هو موجود على الأرض يرشح الى عنف وتصعيد أكثر ، إلا أن ادوات الحرب اليوم تتختلف عن ما كانت سابقاً، حيث سنكون أمام تغيرات دراماتيكية تغير من معادلة القوى وتنهي قضية ان الجيش الاسرائيلي لا يمكن أن يقهر.

فيما استبعد الدبعي أن تجرؤ اسرائيل على شن حرب على لبنان حيث ان اسرائيل بهذه الخطوة ستخلق معادلة جديدة للردع، كما أنها لا تريد أن تفتح جبهات متعددة في حالة الانقسام بداخلها نتيجة التعديلات القضائية.

ومن الجدير ذكره بأن نتنياهو ووزير حربه جالانت قالو بأن ايران هي من توجه وتدعم العمليات في الضفة الغربية، إضافة إلى المقاومة في لبنان وغزة حيث أنها تشرف على تصاعد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية حسب زعمهما.