النجاح الإخباري - في عالم الأدب والفن، يبرز اسم الأستاذ أسامة محمد سعيد ملحس كأحد الشخصيات الأكثر تميزًا وإلهامًا. هذا الرجل الدمث الخلوق، الذي استطاع أن يحيط نفسه بهالة من الإبداع والتميز، ليس مجرد كاتب قصصي ومسرحي، بل هو أيضًا مخرج، ممثل، مدرب دراما، معد، ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية.
منبع الإلهام
وُلِدَ الأستاذ أسامة في بيت محافظ ومحب للتعلم، حيث كان والده المرحوم الشيخ محمد سعيد ملحس، مقرئ القرآن ومؤلف كتاب "رسالة في أحكام التجويد على رواية حفص بن سليمان" ومؤسس إذاعة القرآن الكريم. تأثر أسامة بوالده كثيرًا، خاصة وهو يراه مكبًا على التأليف والتنقيح. هذا المشهد زرع في ذاكرة ووجدان أسامة حب التعلم والكتابة. وبدعم والدته التي كانت تشجعه على قراءة المجلات والكتب، بدأ أسامة بكتابة المجلات في سن مبكرة.
بداية المسيرة الأدبية والفنية
في عمر الثانية عشرة، كتب أسامة أول مجلة له بعنوان "السندباد البحري". هذا الحماس للكتابة لم يكن ليقف عند هذا الحد، بل استمر في كتابة القصص والألغاز، متأثرًا بوالده الذي كان يأخذه معه إلى مطابع الكتب.
كان لتخصصه في اللغة العربية في جامعة الخليل تأثير كبير على مواهبه، حيث أتاح له الفهم العميق للغة والنسخ فرصة تطوير مهاراته الكتابية. تأثر أسامة بمدرسيه الذين شجعوه على القراءة بتمعن وتفهم، مما ساهم في تشكيل حبه للغة العربية.
من التدريس إلى المسرح والدراما
بدأت مسيرة أسامة في التمثيل المسرحي من مقاعد الدراسة، حيث اضطر لأداء دور في مسرحية "صبرك يا أيوب" بعد تغيب أحد الممثلين، ليثبت جدارته ويبهر الحاضرين بأدائه. كانت هذه البداية لمسيرة طويلة من العطاء الفني في المسرح، حيث يعتبر ضعف المسرح الفلسطيني حاليًا نتيجة طغيان الدراما التلفزيونية.
أسامة شارك في نقل الدراما الفلسطينية نقلة نوعية، بفضل أعمال مثل مسلسل "نزيف التراب" الذي حظي بصدى كبير في تونس، مما ساهم في ترسيخ الدراما الفلسطينية في العالم العربي.
عمل أسامة كمعلم، حيث عُرِفَ بأسلوبه الفريد في التعليم الذي يعتمد على الحب وليس الضرب، مشجعًا طلابه على التعلم بحرية وكرامة. هذا النهج جعله محبوبًا ومحترمًا بين طلابه وزملائه.
في عام 2010، أصبح أسامة رئيس تحرير إذاعة القرآن الكريم، التي أسسها والده. تحت قيادته، شهدت الإذاعة نقلة نوعية، حيث قدم أعمالًا درامية مثل "يوميات الحج صالح أبو سلطان" و"يا ليتني"، اللتين حظيتا بشعبية كبيرة.
أسامة شارك في العديد من الأعمال الدرامية، مثل "أم الياسمين" و"نزيف التراب". كانت تجربة العمل في الدراما التلفزيونية تحديًا كبيرًا له، لكنه استطاع من خلال إبداعه وموهبته أن يقدم أعمالًا مميزة تركت بصمة واضحة في الساحة الفنية.
الرؤية المستقبلية والنصائح
يؤمن أسامة بأهمية الحفاظ على الهوية الفلسطينية والقضية الوطنية، مشددًا على ضرورة تحقيق الاستقرار والدعم الكبير للحالة الدرامية سواء في المسرح أو التلفزيون. يرى أن كل خطوة تخطيها في الحياة يجب أن تكون سليمة وراضيًا عنها، مؤكداً على قيمة العطاء والإبداع في تحقيق النجاح.
ختامًا، يعد الأستاذ أسامة محمد سعيد ملحس نموذجًا للتفاني والإبداع، ليس فقط في المجال الفني والأدبي، بل أيضًا في التعليم والإعلام، مما يجعله شخصية ملهمة تستحق التقدير والاحترام.