نابلس - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - يعاني مخيم عين الحلوة وهو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من أزمة اقتصادية خانقة وصلت حد الجمود.

أزمة ستؤدي إلى كارثة حقيقية لا تحمد عقباها إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه، دون العمل الجدي والفوري لإعادة إنعاش حالة الركود التي تعيشها أسواقه ومحلاته التجارية التي تفتقر للزائرين كسابق عهدها.

فالمخيم الذي يوصف بـ "عاصمة الشتات"، كان يعج بالزائرين من سكان المخيم وخارجه، وتحديداً على "الشارع الفوقاني" الذي يعتبر شرياناً مهمًّا للحركة التجارية في المخيم.

أما الآن فنسبة كبيرة من المحلات التجارية أغلقت أبوابها بسبب الأحداث الأمنية وانعكاساتها على الوضع الاقتصادي في المخيم، ما أثَّر سلبًا على سوق الخضار الذي يحوي (160) محلاً و(120) عربة.

 

 

حالة ميؤوس منها

وفي حديث لموقع "النجاح الإخباري"، وصف أمين سرّ لجنة سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، غسان اسماعيل، "حالة البيع والشراء في سوق مخيم عين الحلوة بأنها ميؤوس منها، فلا يوجد حركة بيع كالمعتاد بالنسبة للسنوات السابقة نتيجة أسباب وأحداث عدة، عكست سلباً على الوضع الاقتصادي بشكل عام في المخيم".

وأضاف اسماعيل: "قلة الأشغال تعتبر سببًا أساسيًّا أدى إلى هذا الركود الاقتصادي، إضافة إلى أنَّ أي اشتباك أو إشكال فردي يحصل في المخيم يؤثّر بشكل سلبي على جميع مناحي الحياة فيه، فعند وقوع مثل هذه الأحداث تصبح الأحياء والقواطع خالية من الناس، وتقفل المحلات أبوابها تحسّبًا من أيّ تطور أمني".

وتابع: "نعمل على تنشيط حركة سوق المخيم من خلال إقامة النشاطات الترفيهية والكرنفالات وإقامة المسابقات والجوائر بهدف تحفيز الناس على التفاعل مع المحلات التجارية وتنشيط حركة البيع والشراء في المخيم".

وأكَّد أنَّ عدد زوار السوق من خارج المخيم تراجع بشكل كبير، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى مضايقة الناس على حواجز المخيم. وندرس حاليًّا طرق استقطاب الزوار مجدّدًا من خارج المخيم، من خلال الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمخيمات الفلسطينية عن شهر تسوق يتخلله عروضات عدة".

وحول الاستعدادات لشهر رمضان المبارك، أوضح أنَّ "لجنة سوق الخضار تعمل حاليًّا على تزيين أسواق المخيم بقدر ما نستطيع لنضفي جواً من الفرحة والبهجة في المخيم. وبالنسبة للأسعار في الشهر المبارك، فهي تعود لعوامل عدة تتعلق بالحالة الاقتصادية، وحالة الطقس، لكن نؤكّد على أنَّ الأسعار ستكون رخيصة جداً".

 

 

ارتفاع أسعار السلع في لبنان خلال رمضان

يُشار إلى أنَّه مع حلول شهر رمضان المبارك تبدأ السلع الغذائية في لبنان من حبوب وبقوليات وألبان وأجبان وخضار وفاكهة تزداد أسعارها بمعدلات كبيرة طيلة الشهر الفضيل، وصولاً إلى زيادة أسعار الملابس ومستلزمات العيد مع حلول عيد الفطر السعيد، ما يجعل الأسر اللبنانية والفلسطينية والسورية المقيمة في لبنان تعيش تحت ضغط مالي شديد.

وتعود هذه الزيادة الباهظة، نتيجة ارتفاع الطلب على السلع والمنتوجات خلال الشهر، بنسب تصل في بعض الأوقات لنحو (25%) مقارنة بالأشهر الأخرى، فضلاً عن استغلال التجار زيادة الطلب على السلع، لرفع الأسعار عالياً، في ظلّ غياب الرقابة الرسمية المطلقة على الأسعار، ما يرهق ميزانية الأسر ويزيد من أعبائها، خاصة في ظلّ ارتفاع منسوب الضرائب منذ مطلع العام الجاري، وتفشي البطالة بمستويات مرتفعة.

ويتزامن ارتفاع الأسعار في لبنان عادة مع كلّ مناسبة، وعلى أبواب كلّ موسم، كشهر رمضان، ومواسم الأعياد، الأمر الذي يحرم الأسر ذات الدخل المحدود في لبنان من شراء بعض السلع ساعة حاجتها وفي عز موسمها .