نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يطالع الفلسطينيون عامهم الجديد (2019) بعيون مفتوحة على ملفات كبيرة، في وقت أقفل فيه العام الماضي (2018) على مشهد متشابك في عناوينه:

إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة ناهيك عن استمرار الانقسام دون "فكفكة" أو حلّ رغم الجهود الكبيرة التي بذلت لإنهائه، ومع انتهاء العام ودخول عام جديد، فهل سيحمل هذا العام (2019) جديداً للأفضل للواقع الفلسطيني؟

محللون سياسيون اعتبروا في قراءات لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء، أنَّ العام (2018) انقضى في تفاصيله المهمة، مرجّحين أن يكون عام (2019) مفصليًّا على مستقبل القضية الفلسطينية.

ويرى المحلل والخبير في الشؤون الدولية حسام شاكر أنَّ جملة من التحديات تواجه القضية الفلسطينية برمتها، أوَّلها: مستقبل العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي المدعوم بالحليفة "أمريكا" وما تحضر له الإدارة الأمريكية لجهة مخطَّط "صفقة القرن" إلى جانب علاقة الفرقاء السياسين (حماس وفتح) على ضوء استمرار الإنقسام وموت المصالحة الوطنية سريريًّا بما يشمل اتّخاذ قرارات مصيرية.

وشدَّد شاكر في تعليق لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء أنَّ القيادة الفلسطينية بدأت من خلال ما أعلن عنه في أكثر من مناسبة على لسان المسؤولين السياسيين فيها بدراسة التعاطي مع "إسرائيل"، في وقت تتواصل القطيعة مع الإدارة الأمريكية.

وخلال العام الماضي أرسلت القيادة الفلسطينية رسائل مباشرة  لحكومة الاحتلال مفادها، "أنَّنا لن نستمر في احترام الاتفاقيات حال استمر عدوانكم".

ورجح شاكر في هذا الإطار أن تذهب القيادة للإعلان عن موقف واضح ومباشر لجهة العلاقة مع "إسرائيل".

وتعني أيَّ قرارات "وازنة" تتّخذها السلطة الفلسطينية مواجهة مفتوحة مع الاحتلال بحسب الخبير شاكر.

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه لجنة شكَّلت لتطبيق قرارات المجلس المركزي اجتماعاتها خلال الفترة القادمة لوضع آليات عملية لقرارات حاسمة بشأن العلاقة مع "إسرائيل" والولايات المتحدة وحماس.

وفي وقت سابق قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني، وهو أيضاً عضو في اللجنة الرئاسية المُشكّلة، إنَّ مجموعة من اللجان أنجزت إلى حدّ كبير الكثير من التوصيات والخطوات، وهي مطروحة للمصادقة عليها .

"صفقة القرن ...2019"

المشهد الفلسطيني في (2019) يفتح كذلك على الاشتباك المستمر مع ساكن البيت الأبيض في ظلِّ الحديث عن محاولات إدارة ترامب إجبار الفلسطينيين على القبول بـ"صفقة القرن".

وفي هذا الصدد توقَّع الخبير الاستراتيجي الأردني د.عامر السبايلة أن تواصل الإدارة الأمريكية البحث عن وكيل إقليمي للتسوية السياسية عبر شركائها في المنطقة.

وشدَّد السبايلة في تعليق لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء على أنَّ الإدارة الأمريكية تحاول أن تختزل فكرة الصراع في فكرة إنهاء العداء عبر خلق فرص اقتصادية تحت عنوان" صفقة القرن".

واعتبر السبايلة أنَّ "صفقة القرن" بمثابة إعلان إعلامي أكثر منه وأن ما نعيشه كلَّ يوم هو تعزيز وتنفيذ للصفقة على الأرض من خلال اسقاط حق العودة من العقل والذهنية الفلسطينية والعربية.

وردًّا على سؤال يتعلق بالإعلان فعليًّا عن تفاصيل الصفقة وصيغتها النهائة خلال العام الجديد (2019) يعتقد السبايلة أنَّ الإدارة الأمريكية معنيَّة في الخروج بأيّ شيء حتى ولو حاولت فرض صيغ من الصيغ على الفلسطينيين.

وحذَّر السبايلة من أنَّ رغبة "إسرائيل" في توسيع دائرة التفاهم مع العرب هو فعليًّا ينهي فكرة الصراع وبالتالي تذويب القضية الفلسطينية واختزالها بفكرة مشاريع اقتصادي تحت عنوان "السلام الاقتصادي" قبل الحديث عن أي سلام سياسي.

وقبل أيام لم يخفِ أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، قلقه من أنَّ هناك مخططًا أميركيًّا إسرائيليًّا لتدمير السلطة الفلسطينية، قائلاً: "هناك مخطط وهدف واضح وهو تدمير السلطة. "مؤكّداً أنَّ السلطة بهذا الوضع غير قادرة على الاستمرار".

وأضاف في تصريح نشره "النجاح الإخباري": "هذا الوضع لن يستمر"، مستدركاً أنَّ المخرج الوحيد يتمثل في الانتقال من "سلطة" إلى "دولة".

فهل تكون فلسطين مطلع (2019)، هي نفسها فلسطين (2018)، لا تتغير سوى الأرقام؟!