غزة -أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - فن جديد في قطاع غزَّة ابتكره مهدي كريرة لرسم البسمة والبهجة على وجوه الأطفال، بطريقة جديدة صنعها بإبداعه، بإمكانيات بسيطة، مستعيناً ببعض أصدقائه في الداخل والخارج، ومواقع الإنترنت.

"دمى الماريونيت" أخيراً في قطاع غزَّة، بعدما أتقن مهدي صناعتها، والتي تستخدم جميعها في العروض المسرحية، في دول العالم كافّة.

"حنلف كل شارع، وندخل كل بيت، الوان بتحكي حدوتة، وحركة مع كل خيط"، كانت هذه الكلمات ضمن إغنية أطلقها مهدي لفنه الجديد.

وعرائس الماريونيت هي كلمة فرنسية، تعني عرائس الخيوط، تتحرك فيها كلُّ أطراف الدمى، من خلال خيوط مربوطة بأصابع يد الشخص المتحكّم.

مهدي عشق هذا الفن منذ نعومة أظفاره إذ كان يشاهد عرضه على شاشات التلفزيون.

ويقول مهدي، لـ"النجاح الإخباري": "إنَّ الدمى أصبحت تحاكي الإنسان، وتعطي إشارات إبتسامة أو غضب، وهذه أمور ممتعة للغاية، ويتم صناعتها تلبية لدورها في نصّ مسرحي ومكانتها ضمن رواية".

ويوظّف الشاب مهدي  الفن التشكيلي في صناعة الدمية بعد رسم شخصيتها سواء أكانت طفلًا أو ممرضًا أو مسنًّا، في ظلِّ عدم توفر الكثير من الإمكانيات المطلوبة لذلك.

يتغلَّب مهدي على الأدوات الغير متوفّرة لصناعة الدمى، بتشكيلها من خلال عجينة ورق ويضيف مواد لتكون ناعمة ضمن المهام المطلوبة لها، بطول لا يتجاوز (50 سم)، حسب دور الدمية في العرض المسرحي.

وأضاف: "أحببت صناعة الدمى منذ القدم، ولم أجد من يعلّمني ذلك، ولا أحد يتقنها في قطاع غزَّة، ولكن هناك محترفين في الضفة الغربية والقدس، وتعرفت على أغلبيتهم، ومنهم يعملون في مسارح دولية، في البداية واجهت صعوبة كبيرة في صناعتها، حتى وصلت للنجاح".

ولفت إلى أنَّ هذا الفن موجود في العالم منذ (60) عاماً، وأنَّ قطاع غزّة أحوج ما يكون للضحك والابتسامة من خلال المسرح، بتقديم فكرة ممتعة، تعالج عدَّة قضايا، كقضية الخرس الزواجي الذي عمل عليه خلال الفترة الماضية ضمن عرض مسرحي لمؤسسة محلية.

ويصنع مهدي فنَّه وعرائسه داخل غرفة صغيرة في بيته، لتصبح فيما بعد عرائس ناطقة تحاكي قضايا المجتمع، والتي انطلق في صناعتها منذ خمس سنوات، شارك خلالها في بعض الأنشطة.

ويكتب مهدي القصائد والنصوص التي تتناسب مع فنه الجديد في قطاع غزَّة، وينطلق بعدها في صناعة الدمى والعرائس التي تتناسب مع نصوصه.

ويتم تحريك خيوط الدمى من أعلى بالتناغم مع إسقاط الصوت، ضمن العروض المسرحية التي يعمل عليها مهدي، ليرسم البسمة على وجوه الأطفال بعيداً عن المناكفات السياسية التي ملّها قطاع غزة.

ويأمل مهدي أن ينتشر هذا الفن للأطفال والأسرة في قطاع غزَّة عبر المسارح البسيطة الموجودة، لرسم البهجة على وجوههم، ونشر أفكار إيجابية موائمة للوضع الحالي.