نابلس - بمشاركة ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - لم يكن إطلاق دولة الاحتلال، أمس الثلاثاء، عمليات حفر على الحدود مع لبنان بزعم هدم أنفاق هجومية لحزب الله اللبناني، مفاجئاً بشكل كلي، خلافاً لمحاولات ادعاء جيش الاحتلال أن إسرائيل تمكنت من مفاجأة حزب الله.يعتقد محللون اسرائيليون أن قرار فضح نفق هجوم حزب الله هو مقدمة لعملية إسرائيلية أكبر لإزالة التهديد الذي تشكله الصواريخ الدقيقة التي يطورها الإيرانيين.

وقالت القناة العاشرة إن "الجيش يقدر وجود 10 أنفاق هجومية تم اكتشافها".

ومع ذلك  قال محللون للقناة إنه من المهم تدمير الأنفاق قبل أن تشن "إسرائيل "عملية عسكرية واسعة النطاق.

ودعم هذا التقييم عاموس يادلين رئيس معهد دراسات الأمن القومي والرئيس السابق لرئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق"إن كشف الأنفاق يحمل رسالة إلى حزب الله الذي بنى عملياته على العمل السري والمفاجأة.

وحذرت "إسرائي"ل مراراً من أن إيران تحاول إقامة مصانع صواريخ في لبنان لترقية قدرات حزب الله وحذرت من أنها خط أحمر لإسرائيل.

وفي خطابه قال نتنياهو أيضا إن الجهود الإسرائيلية لتدمير الأنفاق عبر الحدود التي بناها حزب الله هو عملية واسعة ومستمرة".

وقال رئيس أركان قوات الاحتلال جادي إيسينكوت" ان العملية من المتوقع ان تستمر عدة اسابيع ويقودها رئيس القيادة الشمالية للجيش  الجنرال يول ستريك".

بدوره قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية جبران باسيل، إنه أعطى تعليمات لتحضير شكوى ضد إسرائيل الى مجلس الامن الدولي، حول الخروق الاسرائيلية المتكررة تجاه لبنان. بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

لكن العمليات جاءت من حيث توقيتها مريحة جداً لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في ظل أزمته الوزارية وتراجع صورته بفعل تقديم الشرطة الإسرائيلية توصياتها النهائية بتقديمه للمحاكمة بتهم الفساد في ثلاثة ملفات.

مع ذلك، فإن الموعد جاء عملياً ليتوج حملة يبدو أن المستوى السياسي الإسرائيلي أطلقها في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، تحديداً منذ خطاب نتنياهو الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما أعاد الأخير لبنان إلى مركز اهتمام الاحتلال بكونه "المصدر الرئيس للخطر الذي يهدد إسرائيل" من جبهتها الشمالية، بعد أن كان الاحتلال قد توصل إلى تفاهمات مع روسيا بشأن تمكين إعادة قوات النظام السوري إلى هضبة الجولان السوري مقابل التزام كلي ومطلق ببنود وتفاصيل اتفاق فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل في العام 1974.

وركزت الحملة الإسرائيلية ضد لبنان على مسألة اتجاه إيران لبناء مصانع لتطوير ترسانة حزب الله الصاروخية مع إرفاق ذلك بحديث إسرائيلي أيضاً عن قلق من متابعة روسيا واهتمامها أخيراً يما يجري في لبنان.

وشهدت هذه الحملة التي توّجها الاحتلال، أمس، بعمليات الحفر في الجانب الإسرائيلي، تصعيداً منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قبيل تقديم وزير الأمن أفيغدور ليبرمان استقالته من الحكومة على خلفية قبول الكابينت الإسرائيلي في حينه باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة.

ونشرت الصحف الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين تقارير عدة تحدثت عن تقديرات إسرائيلية بحصول تغييرات طاولت حرية "حركة سلاح الجو الإسرائيلي في سورية" من جهة، ورصد إسرائيل لتغيير في "تكتيك" إيران المتعلق بسبل تسليح حزب الله، من خلال الكف عن محاولات إرسال قوافل من السلاح عبر الأراضي السورية إلى حزب الله. وهو ما اعتبرته الصحف وكذلك المحللين، ناجماً عن ضغوط روسية على إيران بعد حادثة إسقاط طائرة التجسس الروسية فوق اللاذقية في سبتمبر الماضي. في المقابل، بدأت إيران، بحسب الادعاءات الإسرائيلية، التي كان نتنياهو قد أطلقها في خطابه المذكور من نيويورك، بإرسال العتاد العسكري اللازم لتطوير ترسانة حزب الله الصاروخية عبر الطيران المدني الإيراني في رحلاته إلى بيروت.

ويمكن القول الآن بعد إطلاق عمليات الاحتلال، أمس، والتي ستدوم لأسابيع، إنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي عمد إلى إظهار النفي لصحة ادعاءات سكان المستوطنات الحدودية، خصوصاً في مستوطنتي زرعيت والمطلة، بشأن سماعهم أصوات حفر تحت الأرض، أو التقارير التي أظهرت نشاطاً لعناصر من حزب الله في منطقة العديسة الحدودية، فقد كان جيش الاحتلال يحاول عملياً تضليل حزب الله من خلال استخفافه المعلن بشكاوى المستوطنين، من جهة، والتأكيد على صعوبة حفر أنفاق من لبنان باتجاه إسرائيل من جهة ثانية.