سالي ثابت - النجاح الإخباري - "زوايا ومنحنيات ورسومات مبهمة لا أعرف ما المغزى منها، تحيكها أصابعي التي أداعب بها التراب الذي تربطني به علاقة وطيدة، طريقة أفرّغ بها طاقة ما داخلي، وموهبة تصارع للخروج إلى النور".

هكذا بدأ المصور الفلسطيني فادي ثابت حديثه لـ "النجاح الإخباري" حول موهبته التي بزغت منذ نعومة أظفاره، ما جعله متميّزًا بين أقرانه، حتى ظهرت مواهب متنوّعة منها الرسم، والخط العربي، ثمَّ تذوق الغناء والموسيقى، ومحاولات الكتابة.

كلّ ذلك دفع ثابت لدراسة التربية الفنية تكبر الموهبة في التخصص.

وأوضح ثابت أنَّه بدأ الانخراط في عالم التصوير متأخّرًا، أما الدافع فكان حادثة رواها قائلًا: "حصل معي موقف في إحدى الرحلات مع الأصدقاء، حيث سمعت صوتًا أيقظ في داخلي شيئًا غريبًا، كان صوت  "شتر الكاميرا" كان عبارة عن دلو ماء بارد سُكب على رأس فوتوغرافي  يغفو في أحشائي فاستيقظ يجري وبيده كاميرا مطاردًا الضوء في كلّ اتّجاه، ومن هنا بدأت رحلة الشغف وملاحقة الضوء ودهشة الأشياء الأولى".

وأضاف أنّه وفي ظل الظروف التي يعيشها القطاع، استطاع أن يثبت نفسه كمصور محترف، قال: "هنا تظهر رسالة الفنان السامية والنبيلة، إذ يطلق العنان لطاقة الحب والإرادة ونشر الخير، وبث روح العطاء، وزرع بذور الأمل في كلّ زاوية".

وأكَّد ثابت أنَّه ابن هذه المدينة التي أرهقها الموت والوحشة حصار أطبق عليها بفكيه، ما أوجب عليه أن يحمل على عاتقه ابراز المشاكل والتحديات والابداعات التي تعيشها هذه المدينة المظلومة.

وحول تطويره لموهبته أعرب ثابت المصور الهاوي من مدينة غزة بأنَّ الله يريد لمن يعيش في ظروف غير عادية أن يكون غير عادي أيضًا.

وشدَّد على دور وأهمية الفن في إيقاظ حماس الشعوب، فرسالة الفوتوغرافيا رسالة سامية ونبيلة.

وأوضح ثابت أنَّ الفنون ومنها الفوتوغرافيا ليست للتسلية والترفيه عن النفس فقط إنّما هي صراع ساخن بين الروح والعقل والجسد من جهة والطبيعة وأسرارها وخفاياها.

من جهة أخرى أشار إلى دور الفنان في تسليط الضوء من خلال عدسته على قضايا الناس وظروفهم لتوثيق اللحظة التي يعيشونها، سواء أكانت فرحًا أو سعادة، أو ألمًا، أو حربًا، مشيرًا إلى أنَّه يوقف اللحظات من عمر الوقت لتكون الصور خير شاهد على الظروف والمحكّات. وعند سؤاله عن بورتريهات الأطفال المميزة التي تجذب القلب والعين والروح، والتي تتحدّث عن حكايات عميقة، وقصص من قلب الحدث قال ثابت: "تدهشني الكاميرا، اسميها "السيدة كام" فهي تتحكم وتختار صورها بنفسها، وتقودني لالتقاطها واخراج القصص العميقة التي تتحدث عن حال صاحبها"، وأضاف، "هي كالصيّاد الماهر الصبور، في حين يظن الناس أنّني أتكبّد عناء البحث عن العيون الملونة والأطفال البائسين، لكن حقيقة إنَّ الله يسوقهم إليّ سوقًا، وكأنّني أحمل رسالة إظهار قصص الأطفال الذين أكلتهم الحرب، وأعيتهم الصدمات النفسية، من الواقع الأليم الذي تخلّفه الحروب، وصوت الطائرات الحربية، والقصف المُركّز، وأصوات الانفجارات المتتالية.

وأكّد على تحمّله مسؤولية أن تصل رسالة هؤلاء الأبرياء المحرومين من أبسط الحقوق التي كفلتها مواثيق حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف للأطفال، ولو عن طريق مصور فوتوغرافي.

ووصف ثابت هؤلاء الأطفال بأنَّهم "موديلز" الظروف البشعة، والفقر، والبؤس، وفي عيونهم ألف باب للأمل والمستقبل الواعد الجميل.

 وحول طريقته لالتقاط الصور أوضح ثابت: "بغض النظر عن الأساليب والمدارس الفنية أنا أجرّب ولا أجعل للضوء أيّ مهرب، وأحاول مرارًا وتكرارًا حتى أصل مرادي، ثمّ إنَّ الجمال يُحس لا يُرى فقط".

وعن المعالجة الرقمية للصور أشار ثابت أنَّ هناك إشكالية وتساؤلات عن المعالجة الرقمية للصور الفوتوغرافية قائلًا : "أنا شخصيًّا أستخدم برنامج فوتوشوب للمعالجة، من الأفضل لمن لا يجيد المعالجة ولا يقتنع بها أن يهجر التصوير دون الدخول في التفاصيل، وتفنيد الغث من السمين".

وأكَّد أنَّ ما يهم المؤسسات الفوتوغرافية العربية أولًا وأخيرًا هي الحفلات والبدلات وألوان ربطات العنق، قال: "تعلمت لوحدي وكبرت لوحدي دون رعاية من هذا أو ذاك وليس في نيتي أن أكمل مع المؤسسات العربية الفوتوغرافية.. أنا إنسان بسيط ولا أبحث عن الأضواء".

وحول الجوائز التي حصل عليها والمهرجانات والفعاليات التي شارك بها أوضح ثابت أنَّه تقلَّد وحصل على حوائز كثيرة وأغلبها كانت خارجية، حال الاحتلال بينه وبين السفر لتسلمها بنفسه، ومن الجوائز التي ذكرها:

- حاصل على الميدالية الذهبية، المركز الأوَّل في مسابقة التصوير الفوتوغرافي على مستوى الوطن العربي الخاصة بالمنظمة العربية للتصوير الفوتوغرافي(HD) محور التأطير، جمهورية مصر العربية.

- جائزة عبد الرازق بدران، المركز الأوَّل مكرَّر مرتين عن فئة آراء الحكام، المملكة الأردنية الهاشمية. 

- جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي المدالية المتميزة عن محور التحدي دولة الإمارات العربية.

- جائزة المنظَّمة العربية عن محور البورتريه شهادة الاورد جمهورية مصر العربية.

- جائزة المنظمة العربية عن محور غروب الشمس شهادة اورد جمهورية مصر العربية • والعديد من شهادات ودروع التكريم داخل الوطن إقامة معرض (١٠٠٠) صورة تحت عنوان "نافذة على غزة " في مدينة غزة على شاطى بحرها.

- مشاركة في تونس مهرجان عالمي حربة الحلم في جزيرة جربة.

- تكريم في جمهورية التشكيك، على الجهود الفوتوغرافية التي غيرت المفهوم لدى المجتمع التشيكي عن القضية الفلسطينية.

وسلسلة معارض أقامتها السفارة الفلسطينية في التشيك.

واختتم ثابت حديثه للنجاح الإخباري بأنَّ لديه فكرة وهدف ورسالة ويحاول جاهدًا توصيلها إلى العالم مفادها "أنَّنا شعب يحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلًا، نحن طلاب سلام، وننبذ العنف بأشكاله كافّة".