نهاد الطويل - النجاح الإخباري - تواصل الإدارة الأمريكية قيادة سيناريو دبلوماسي في إطار تصفية القضية الفلسطينية.

اخر "التقليعات المجنونة" جاءت على لسان "شمطاء" البيت الأبيض نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمس،إذ شككت هذه المرة في إحصاء الأمم المتحدة لعدد اللاجئين الفلسطينيين حسب ما نقلت وكالة رويترز.

ويرى مراقبون لـ"النجاح الإخباري" أن مواصلة واشنطن التشكيك والتحرك في قلب ملف اللاجئين لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن السيناريو الدوبلوماسي الشيطاني المعروف بـ"صفقة القرن".

وفي هذا الإطار يؤكد المستشار والباحث حسام شاكر أن البيت البيض لن يمل من "محاولاته لتمرير  الصفقة.

وقال شاكر لـ"النجاح الإخباري" الخميس إن "الأولوية العليا"  للرئيس دونالد ترامب وفق المعطيات هي تنفيذ الصفقة على "المقاس الاسرائيلي".

المتبقي أمام ترامب

وردا على سؤال يتعلق بمقومات نجاح الصفقة يرى شاكر أن أمام واشنطن للإعلان عن تفاصيل الصفقة هي الوصول لوضع ترغب فيه بإعادة ترتيب خارطة الإقليم خاصة على صعيد الملف السوري والإيراني بما يشمل حزب الله اللبناني.

فمنذ التسريبات التي تحدثت بشكل مباشر عن الصفقة سيئة الذكر فقد وصل مؤشرات كل المواقف الى حتمية الفشل للمخطط الأمريكي - الإسرائيلي.

أول محطات الفشل بدأت بالمواقف الرسمية الفلسطينية المتدحرجة بحسب الباحث شاكر.

ويؤكد شاكر أن معادلة تمرير المخطط تفشل وستفشل عبر منظمة التحرير وكل المواقف الفصائلية والفعاليات الشعبية التي لطالما شكلت حائط صد منيع في وجه الصفقة حتى اللحظة.

محاول اختراق ..

وفي مقابل فشل الإدارة الامريكية في اختراق حائط الصد الرسمي بوجه "صفقة القرن" عادت الأخيرة لتلعب في ملف غزة عازفة على وتر المساعدات الانسانية عبر الحديث عن مشاريع وتحسين الحياة في غزة، مقابل أمور متفق عليها مثل التهدئة.

وفي هذا الإطار يلفت الكاتب الأردني أحمد العزم  الى ان منظمة التحرير شنت هجوماً ضد حق أي طرف بتمثيل الفلسطينيين، في أي اتفاق مع أي جهة في العالم، سوى المنظمة.

ويرى الكاتب في مقال منشور له أنّ منظمة التحرير هي من يقرر ماذا يجري قبوله ومقابل ماذا؟

إفشال ثالث ع الطريق

وسيلقي الرئيس محمود عباس خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل ويتوقع ان يعلن مجددا وبشكل قاطع رفض القيادة الفلسطينية المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية عبر "صفقة القرن".

وفي هذا الإطار صرح وزير الخارجية رياض المالكي "أن القيادة ستواجه الإدارة الأمريكية ومخططاتها لتصفية القضية عبر مسارين متواجهين المسار السياسي الدبلوماسي عبر الأمم المتحدة والآخر المسار القانوني التي تضع القيادة فيه الثقة الأكبر بما يملك من قوة تنفيذية مهمة جدا ولا تستطيع به واشنطن استخدام الفيتو".

وأكد الوزير المالكي أن القيادة ستكون جاهزة للرد مباشرة على خطاب الرئيس ترمب، في الأمم المتحدة من خلال مؤتمر صحفي أو من خلال خطاب الرئيس عباس الذي يأتي بعده بيومين، مشيرا إلى أن القيادة ناقشت كل هذه القضايا وأنها تعمل ضمن خلية أزمة مستمرة منذ اليوم الأول لإعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل وحتى اللحظة".

وتابع المالكي:"أن التحرك الفلسطيني سيقدم بدائل لما تقوم به الإدارة الأمريكية التي تنطلق من مبدأ القوة وفرض (سياسية البلطجة) التي يقودها الرئيس الأمريكي".

مسار يلوح في الأفق

وكان وزير الخارجية الفرنسي، جاف إيف لودريان، اليوم أن بلاده ستدفع بمبادرات لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بمعزل عن الخطة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية، المعروفة باسم "صفقة القرن".

وقال لودريان خلال الاجتماع السنوي لسفراء بلاده في العالم إن الولايات المتحدة الأميركية بدأت قبل أكثر من سنة "جهودًا دبلوماسيّة مهمّة، ما زالت نتائجها غير معروفة، لكن علينا نحن أيضًا أن تكون لنا مبادرة"، وأوضح لودريان أن هدف بلاده هو قيام دولتين تعيشان بأمن وسلام عاصمتهما القدس.

وأوضح لودريان أن فرنسا تسعى إلى ذلك عبر التشاور مع "شركائنا المقرّبين، من أجل عدم ترك الساحة للمحرّضين والمتطرّفين والمؤدلَجين من كافة الأطراف".