خاص - النجاح الإخباري - صعد الاحتلال من ضرباته العسكرية وقصفه لمواقع المقاومة في جنوب ووسط قطاع غزة بعد زعمه بمقتل أحد عناصر قواته على الحدود مع القطاع، في حين استهدف مجموعة من المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة مما أدى إلى استشهاد أربعة منهم بحسب وزارة الصحة، فيما رأى محللون سياسيون أن التصعيد "الاسرائيلي" قد يكون محدودًا ولا يرقى إلى مستوى حرب، بسبب تدخل الاطراف الدولية والاقليمية، مشيرين إلى أن غزة تعتبر جزء من صفقة القرن التي تحاول الادارة الأميركية تمريرها، لكنهم أرجحوا أن قرار الحرب مرهون بالتطورات الميدانية، وأن الطرف الاسرائيلي يحاول الخروج بفرحة الانتصار، فيما يرفض الفلسطيني بالهزيمة، ويهدد بالمعادلة الجديدة، "القصف بالقصف، والقنص بالقنص".

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل في حديث لـ"النجاح" ان دولة الاحتلال والولايات المتحدة ليست معنيتين بتصعيد كبير، وأضاف، "اعتقد ان المايسترو الامريكي لا يرغب بخلط الأوراق، فغزة مفصل في صفقة القرن المطروحة على الطاولة للتنفيذ وليس للبحث".

وتابع: "كل شيء جاهز، وبالتالي لا تريد الولايات المتحدة خلط الأوراق مجددًا، بالاضافة إلى أن حكومة الاحتلال تريد ممارسة ضغطا شديد على المقاومة وعلى غزة، من اجل تحسين شروطها بالمفاوضات التي تجري تحت الطاولة من خلال وساطات قطرية مصرية والمانية"، موضحا أن غزة تجهز كي تبدأ مرحلة جديدة، تريد "إسرائيل" أن تقطع كل مسؤولياتها عن القطاع، حتى يكون القطاع جاهزا لاقامة دولة فلسطينية منفصلة.

واشار عوكل إلى أن التهديد بحرب على قطاع غزة يهدف إلى تحقيق اهداف سياسية، والفلسطينيون يعرفون أن الخيارات امامهم محددة وهي اما المصالحة أو الخيار الاخر هو "الاسرائيلي الامريكي"، وهو جاهزًا للتنفيذ.

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله، أن الليلة لن تكون سهلة، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال رفضت الوساطات العربية والدولية.

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال منذ أسبوع تتحدث عن تاّكل قوة الردع أمام حماس ، وتسعى لاستعادتها هذه الليلة.

وتوقع أن تكون الضربات مركزة، مبيننا أن أطراف الوساطة طلبت من حماس عدم الرد حتى لا تندلع الحرب ،واذا لم ترد حماس ستشعر دولة الاحتلال باستعادة قوة الردع وهذا هو السبب الرئيسي للتصعيد والاجتماعات المكثفة.

وتساءل، "هل ستسمح حماس بذك ،هنا ما سيحدد الى أين نحن ذاهبون"، وأضاف، "لا أحد يستطيع التكهن ولكن اللحظة دقيقة وتحتاج الى حسابات بميزان بائع الذهب"، نحن أمام معادلة في غاية التعقيد، حكومة الاحتلال تريد أن تشعر بالانتصار وحماس لا تريد أن تشعر بالهزيمة كيف يمكن ايجاد حل يوفق بين المسألتين ويلبي رغبة الطرفين ؟ هذا هو لغز الليلة.

وتابع، "اذا كانت دول كبرى تحتفظ بحق الرد فليس مطلوبا من حماس والقوى بغزة ردع اسرائيل فتلك أكبر من طاقتها، وأكمل، "هذه ليست اخر الجولات مع الاحتلال، ومن المهم التركيز على كيفية تجنب الحرب كأولوية خلال الساعات القادمة".

من جهته، قال المحلل السياسي حسن عبدو لـ "النجاح" أن دولة الاحتلال تحاول ان تسوق أن البالونات الحارقة سلاحا، والمقاومة لا تقبل بذلك، مشيرا إلى أن الحصار لم يعد محتملا. وهذا يشكل وصفة للانفجار، والاحتلال يتحمل المسؤولية، وأكد على أنها معطيات تزيد من التدهور والتصعيد. 

ورأى أن الحلول المطروحة ليست قابلة للتطبيق، موضحا أن دولة الاحتلال تفعل ما تقول. وكذلك واشنطن متواطئة. وأضاف، "كل المعطيات التي تتحدث عن انهاء النزاع في جهة وما يجري في جهة"،وأضاف، هناك وصفة للانفجار والتصعيد في القطاع، والاحتلال يحاول تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وهذا ما لاحظناه في اقرار قانون القومية. وهذا المخطط تدعمه ادارة ترامب".

وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية مساء اليوم الجمعة بدء هجوم "واسع النطاق" في قطاع غزة عبر هجمات جوية وذلك بعد وقت قصير من إعلانه عن حادث "خطير جدا" على حدود القطاع.

وقالت في بيان مقتضب: "‫في هذا الوقت، بدأت الطائرات الحربية في مهاجمة أهداف تابعة لمنظمة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة"، وأضافت "‫هذا هو هجوم واسع، فلقد اختارت منظمة حماس تدهور الوضع الأمني وتحمل عواقب تصرفاتها".

وحمَّلت حركة المقاومة الاسلامية، حماس، الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، وأكدت على أنها سترد بقوة على قصف مقاتلات الاحتلال لمواقعها.

وأعلن الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، أن اختيار الاحتلال الإسرائيلي القصف والعدوان على مواقع المقاومة، وعلى غزة وأهلها، واستهداف المتظاهرين العزل، وقتلهم بدم بارد؛ سيضعه أمام استحقاقات هذا الخيار وتداعياته الصعبة، وسيرفع من تكلفة حسابه، وعليه أن  يتحمل النتائج والعواقب.

وأشار إلى أن تصرف المقاومة إزاء هذا الاستهداف والتصعيد محكوم بالحق في الدفاع عن شعبنا،  والواجب الوطني في حماية مصالحه، وترسيخ معادلة الردع المبنية على أساس القصف بالقصف والقنص بالقنص، مشيرا إلى أنها جاهزة وقادرة وماضية في فرض هذه المعادلة وتثبيتها مهما بلغت التضحيات.

وأبلغ وزير حرب الاحتلال افيغدور ليبرمان، مساء اليوم، مبعوث الأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أن قوات الاحتلال "سترد بقسوة في قطاع غزة".

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله للمبعوث الأممي:" حماس تتعمد تدهور الوضع، وسنرد بقسوة وكافة المسؤولية من الآن فصاعدًا تقع على قيادة حماس".

وأضاف ليبرمان:" إذا استمرت حماس بإطلاق الصواريخ، فإن النتيجة ستكون أسوأ بكثير مما يعتقدون، سيتحملون المسؤولية عن كل الدمار والحياة الإنسانية ".

وكان ملادينوف قد قال في وقت سابق من مساء اليوم في تغريدة على "تويتر":" يجب على الجميع في غزة التراجع عن حافة الهاوية، ليس الاسبوع القادم، ليس الغد، بل الآن"، وأضاف:" يجب على أولئك الذين يريدون استفزاز وجر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى حرب أخرى ألا ينجحوا".

ويشهد قطاع غزة، توترا ملحوظا، بدأ عصر اليوم الجمعة، حيث تشن مقاتلات حربية تابعة للاحتلال غارات قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، فيما استشهد رابع خلال مشاركته في مسيرات العودة قرب السياج الحدودي.