نهاد الطويل - بمشاركة رشا جادالله - النجاح الإخباري - يُحاط الاطفال حاليا بالعديد من وسائل الميديا المتطورة و الاتصالات الحديثة التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من مفردات الحياة اليومية، و لا شك ان لهذه الوسائل فوائد متنوعة لا سيما في مجال المعلومات والترفيه الا ان تلك الفوائد ليست خالصة، بل يشوهها كثير من المضار خاصة على الاطفال اذا ما علمنا ان مصادر ما يبث من معلومات و برامج تأتي في الاغلب من بيئات مختلفة عنا ثقافةً و قيماً و ديناً.

في السياق ذاته يقول فضل ابو هين اخصائي الشؤون النفسية إن الانترنت يؤدي إلى تدهور حالة الاطفال الصحية والنفسية الذي ينتج من عيش الطفل بشكل كامل في الخيال والابتعاد الكلي عن حياته الواقعية، وممكن أن يؤدي ذلك لإصابته بالاكتئاب والعصبية وشرود الذهن.

وينصح ابوهين الاسر أن تكون على وعي بالآثار السلبية للتكنولوجيا وخطر الإدمان وأن يكون هناك اوقات محددة للعب الطفل على هذه الاجهزة، و الزامه بالقراءة اوقيامه بنشاطات مفيدة اخرى.

تسرقهم منا 

تشكو مها أحمد من التصاق أبنائها بشاشة الكمبيوتر و"الآيباد" والألعاب الإلكترونية لساعات طويلة، مبينة أنها تمنعهم باستمرار عن هذا التصرف، ولكن دون جدوى.

وتتذمر مها من أن الأمر قد خرج عن السيطرة، خاصة وأنها لا تملك بديلا، كوجود حديقة في المنزل يلعب فيها الأطفال، كما أنها لا تملك الوقت لاصطحاب أبنائها للتنزه خارج المنزل.

أما سليم جاد الله فيقول إنه أدرك وزوجته خطأهما بجعل أطفالهما يجلسون لساعات طويلة أمام هذه الأجهزة التي سلبت عقولهم، حتى أنهم صاروا لا ينالون الوقت الكافي من النوم والراحة بسبب هوسهم الشديد بهذه الأجهزة.

ويضيف لـ النجاح الاخباري" :"سحبت هذه الأجهزة من أيديهم، وخصّصت لهم ساعة واحدة يوميا للعب عليها بعد إكمال دراستهم".

زينة احدى الامهات التي تشتكي من مكوث طفلها لوقت طويل على "الموبايل" تقول "الإنترنت مرض جديد من أمراض العصر و يسبب الادمان، كما انني اعاني من بقاء طفلي منعزلا لفترات طويلة و بيده "الموبايل" ما سبب له مشاكل في النظر و التواصل مع الاّخرين".

 وتشجع زينة على إشغال وقت فراغ الأطفال بهوايات مفيدة، مثل ممارسة الرياضة، أو تعلم مهارات جديدة، كعزف الموسيقى، أو ارتياد المكتبات، أفضل بكثير من الثقافة السطحية التي يتلقاها الأطفال من متابعة برامج التلفزيون، أو اللعب على الاجهزة الذكية.

الطفل يزن صوالحة (12عاما) يقول "أحب استخدام الأجهزة الإلكترونية وخصوصا "الآيفون" و "التابلت"،لأنها تحتوي على العديد من الالعاب، و اتواصل من خلالها مع اصدقائي". 

ويبين يزن ان الالعاب التي يفضل استخدامها ألعاب التركيب والذكاء و ذلك لشعوره بمتعة المنافسة فيها,حيث تحتاج إلى التركيز لساعات طويلة، وغالبا ما تشعره بإرهاق شديد في العينين مما يجبره على التوقف عن اللعب.

وفي هذا الشأن، يختلف محمود (10اعوام) عن يزن في استخدام نوع الأجهزة، حيث يشير إلى استعماله المفرط لجهاز الكمبيوتر في البيت، من خلال الألعاب التي يرى فيها المتعة والتسلية والترفيه بعد العودة من دوام مدرسي منهك، مشيرا إلى شدة الآلام التي يتعرض لها أثناء جلوسه المطول على جهاز الكمبيوتر, كآلام الظهر والرقبة، والتي تعيقه أحيانا عن إكمال واجباته الدراسية.

أشارت إحدى الدراسات إلى ان مكوث الأطفال ساعات طويلة على جهاز"الايباد" جعلهم ينعزلون عن والديهم حيث يشتكي اولياء الامور من هذا الجهاز الذي سلب منهم اولادهم و جعلهم يفضلونه على الدراسة اليومية و كتابة الواجبات المنزلية ،مما يعرضهم للمشاكل الصحية و الاسرية.

و يلخص  الباحثون إلى أن زيادة استخدام الإنترنت قد رفعت مستوى النزاعات العائلية كما ان الاطفال الذين يستخدمون الاجهزة الذكية بكثرة عادة ما يعانون من تأخر في النمو و اتمنع الاطفال من فهم الاختلافات قي حجم الاشكال،وتكمن الخطورة قي مرحلة تنمية الطفل من حيث نمو الدماغ في تحقيق العمق البصري،في الابعاد واختلافات المنظور، حيث ان الشاشات تعمل على مبادئ تتعارض مع اّلية نمو الدماغ البشري.