غيداء نجار - النجاح الإخباري - في كل عام وبتاريخ 14/2 بالتحديد، نجد الجدل بين الناس حول ظاهرة "يوم الحب" ما زالت مستمرة، فالبعض يرى أنها بدعة دخلت على مجتمعنا الإسلامي، والبعض الآخر يرى أنها عادة جميلة ولا يوجد أي ضرر بالاحتفال بها.

بمسمياته كلها سواء  "عيد الحب" أو "يوم الحب" أو "يوم الفلنتاين"، يبدأ الشباب من كلا الجنسين يهنأون بعضهم ويتبادلون الهدايا والورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر، وحتى أصحاب المحلات والمكتبات وغيرهم يتجهزون له كما يتجهزون لأي موسم، كما وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم، فهل فعلاً الإسلام أقر مثل هذه الاعياد أم أنه حرمها؟ وما أصل هذه اليوم، وما هو تأثيره من الناحية النفسية، هذا ما سنتطرق له بتقريرنا.

ولو بحثنا عن أصل هذا المناسبة نجد أنه مبني على عدة روايات أشهرها: أن هذا العيد من أعياد الرومان الوثنيين، وبالنسبة لهم هو تعبير عن المفهوم الوثني للحب الإلهي، وهو مبني على أساطير حتى عند الرومان أنفسِهم، ولهم فيه شعائر خاصة، لذلك تجد في بعض بطاقات التهنئة والتي توزع في هذا اليوم صورة لطفل له جناحان يحمل قوساً ونِشَّاباً وهذا هو إله الحب عند الرومان الوثنيين، كما ويتم تبادل الورد الأحمر ولبس اللباس الأحمر والهدايا الحمراء وذلك تعبيراً عند الرومان عن حب آلهتهم، وأيضا من شعائره : توزيع بطاقات المعايدة.

وحول حكم الإحتفال بيوم الحب يقول الداعية أحمد شرف: "الأعياد الشرعية في الإسلام ثلاثة ـ الفطر والأضحى والجمعة ـ شرعها ربنا وهي عبادات محضة، فالإحتفال بيوم عيد الحب والإحتفاء به و اتخاذه مناسبة لتبادل الحب والغرام وإهداء الهدايا الخاصة فيه والتهنئة به كل ذلك محرم ليس له أصل في الشرع، وفاعله آثم.

وأضاف: "لا أصل لهذا العيد في الأديان السماوية الثلاثة، فهو روماني وثني، وقد حرّم الله التشبه بأهل الكفر والإلحاد في عاداتهم وسلوكياتهم يقول تعالى :{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) فهذا النهي شامل لأمور الدين والدنيا.

وأوضح شرف أن المقصود من هذا العيد هو إشاعة المحبة التي تكون خارج إطار الزوجية، فإذن هي محبة عشق وغرام وما يتبع ذلك من دواعي الزنا، وأن هذا العيد يدعو إلى الأخلاق الرذيلة، مشيراً أنه مضيعة للوقت وإهداراً للأموال في غير طريقها الشرعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ".

كما ونوه الداعية شرف إلى بعض الخطوات التي يجب اتباعها بهذا اليوم:

1- عدم الاحتفال به أو المشاركة سواء بحضور بعض مراسيمه أو تهنئة الناس به أو جعله يوماً خاصاً . ويجب على الشباب أن يتقوا الله ويلتزموا بشرعه ويتركوا هذه العادة السيئة ، ويعلموا أنه لا يباح للشاب أن يرتبط بالفتاة عاطفيا, ويتعلق بها ويظهر لها مشاعر الحب والغرام إلا عن طريق الزواج الشرعي فقط وما سوى ذلك فلا يجوز.

2- عدم الإعانة في الاحتفال بهذا العيد سواء بإهداء أو طبع أيٍّ مما يخص هذا العيد ؛ لأن النهي عن التعاون على الإثم والعدوان ورد في القرآن ،يقول تعالى:  ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ ولا شك أنه من الإثم أن نقيم مثل هذه الأعياد التي تخالف شرع ربنا وسنة نبينا .

3- لا يجوز لنا أن نتشبه بأهل هذا العيد من تهادي الورود الحمراء ولبس الأحمر، وغير ذلك لما ورد من نهي عن التشبه بالكفار, فعلى أصحاب المكتبات ومحلات الهدايا أن يتقوا الله,,, فلا يجعلوا هذا اليوم من أيام الموسم ـ كما يقولون ـ فإنهم بذلك يعينون على معصية الله ، وأن يتيقنوا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، وأن يعلموا أن ما عند الله خير وأبقى ، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ,فلا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عُرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام .

5- يجب علينا تنبيه الناس الى خطر الاحتفال بمثل هذه الاعياد ,كما يجب علينا نشر الوعي الديني بين الشباب والبنات . وكذا بالنسبة للآباء والأمهات عليهم المحافظة على أبنائهم ومنعهم من الانخراط في مثل هذه الأمور فهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويجب عليهم إرشاد أبنائهم ومتابعتهم,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا كلكم راع فمسؤول عن رعيته " رواه البخاري

بامكانكم التعرف على المزيد خلال الفيديو المرفق

وأكد استشاري الصحة النفسية في مستشفى النجاح محمد مرعي أن الحب مشاعر جميلة، وجميعنا بحاجة له فهو يعطينا طاقة ايجابية ويحسن الصحة النفسية، ولكن يجب التعامل معه بطريقة صحيحة والتحكم في عواطفنا كي لا تنقلب ضدنا وتسبب لنا التعاسة أو التوتر.

وأوضح أن عبارة "الحب اعمى" صحيحة، مؤكداً أن فسيولوجيا  الانسان "هرمون الحب "البرولكتين"" يرتفع لدى الفرد في اول سنتان من العلاقة، وبالتالي يقل إدراكه للواقع ورؤيته للحقيقة.

وبخصوص يوم الحب، قال د. مرعي: الحب يعطي طاقة ايجابية لنشر الحب والسعادة، وبالتالي هو ليس مرتبط بيوم، بل علينا نشره باستمرار، كما انه ليس مرتبط بشريك الحياة فقط  بل هناك حب للأهل والأصدقاء والوطن".

وأضاف: "ولكن للأسف تم استغلال هذا اليوم من ناحية تجارية تتمثل بشراء الورد والهدايا، علماً أن الحب يكون بأمور أبسط يتمثل بكلمة جميلة، حضن، ابتسامة".

واوضح أن عبارة "الحب اعمى" صحيحة، مشيراً إلى أن فسيولوجيا الفرد ترتفع بأول سنتين في العلاقة، فهرمون الحب "البرولكتين" يقلل إدراك الفرد للحقيقة والواقع.

للتعرف أكثر حول الحب وحقيقة عبارة "ما الحب إلا للحبيب الاولي.. بالفيديو المرفق