ساري جرادات - النجاح الإخباري - يبدع الطالب عبد الله الجنيدي (16 عامًا) من مدينة الخليل في مجالات تقنية وفنية مختلفة، وتتعدد مهاراته ومواهبه وإبداعاته لتعكس واقع مليء بالطاقة الإيجابية، فيما لم يجد دعم ورعاية من قبل الجهات المختصة وايلائها الاحتضان اللازم والبناء وفتح المراكز الخاصة بمواهب وإبداعات الأطفال.

وبدأ الطفل الجنيدي قصته مع الإبداع بعد زيارته لمكتب شقيقته والتي تعمل مهندسة مدنية في أحد مكاتب محافظة الخليل، وبدأ عبد الله يلِّحُ عليها بأسألته واستفساراته حول طريقة تصميمها للخرائط الثلاثية الأبعاد، وأسئلة تنبي عن حسٍ عال من الفن والإبداع.

وقال الطفل عبد الله لـ"النجاح الإخباري" بعد مغادرتي مكتب شقيقتي عدت إلى منزلي، وبحثت من خلال الإنترنت عن برامج تعليمية من شأنها تعليمي على كيفية إدارة برامج التصميم، والعمل عليها، ونجحت محاولاتي بعد شهرين في تصميم أول مشروع، الأمر الذي اعتبره إنجازًا كونه الخطوة الأولى على صعيد العمل.

وتمكن الطفل الجنيدي من العمل في مكتب للدعاية والإعلان، وطور من مهاراته في التصميم والبرمجة، ويستخدم كاميرته لالتقاط مئات الصور التاريخية لمدينة الخليل وطبيعتها التي تبعث على الإرتياح كما يصفها الجنيدي، ويدرب عشرات الأطفال على أساسيات التصوير الفوتوغرافي من خلال نادي بيت الطفل الفلسطيني.

ويعطي الجنيدي دورات تخطيط عربي وإلكتروني وتصميم وبرمجة مواقع" HTML5" وإنتاج مقاطع الحركة "الرسوم المتحركة"، ولديه مهارات عالية في صناعة الفيديو والعمل على إعادة ترتيب لقطاته، إلى أن وصل به الأمر لتطوير خصائص برنامج الفوتوشوب، عبر تقديمه كتاب رسمي لإدارة الشركة في الأردن.

وحاز الطفل عبد الله على المرتبة الأولى في مسابقة "تصميم هوية بصرية" ضمن مشروع "أدرينالين" الذي نظمه نادي الإبداع في الأردن قبل نحو عامين ونصف، وشارك في العديد من المسابقات المحلية والمعارض الخاصة بالتصميم والمسابقات التي تنظمها وزارة التربية والتعليم، وعلى صعيد المراكز المتطوع فيها.

وختم الطفل حديثه لـ"النجاح الإخباري" بأنَّه يطمح إلى الوصول لمراكز متقدمة من خلال المشاركة في المسابقات والأنشطة الدوليَّة، خاصة بعد إتقانه للغة الإنجليزية من خلال الدورات والتدريبات التي تلقاها من مدربين أجانب عبر الإنترنت، ويسعى الطفل الجنيدي أيضًا إلى تطوير مهارات لغة البرمجة والتصميم لديه.

ولا يخفي الجنيدي رغبته في إكمال تعليمه بما يضمن له تعزيز مواهبه، والدراسة في الجامعات الفلسطينية لإيمانه بقدرة الجامعات الفلسطينية على التعليم بصورة أفضل من جامعات أجنبية، ولتعزيز دعم التعليم المحلي.