نابلس - النجاح الإخباري - لازال عشرات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام، وسط تنكر إدارة السجون الإسرائيلية لمطالبهم العادلة بإزالة أجهزة التشويش وتركيب هواتف عمومية في أقسام السجون، حيث تشهد السجون توتراً كبيراً ، مهددين بتصعيد الخطوات الاحتجاجية.

وقال مكتب إعلام الأسرى إن هناك 140 أسيرا من تسع مدن فلسطينية ما زالوا مضربين عن الطعام لليوم التاسع على التوالي ، رفضا لتنكر إدارة السجون الاسرائيلية للاتفاق المبرم مع قيادة الحركة الأسيرة قبل أشهر.

وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، إن حالة  " التوتر والغليان " لا تزال تسود أوساط الحركة الأسيرة في أعقاب فشل الحوارات مع إدارة سجون الاحتلال، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام. مضيفاً أن ذلك دفع بعشرات الأسرى إلى إعلان الإضراب المفتوح.

وأوضح عبد ربه أن العشرات من الأسرى انضموا إلى الإضراب المفتوح عن الطعام خلال الـ 48 ساعة الماضية ، لافتا إلى أن هناك اتساعا في رقعه الإضراب من ناحيتي عدد الأسرى والسجون.

وأكد أن إدارة سجون الاحتلال لجأت إلى عزل عشرين أسيرا من " سجن النقب "، ونقلتهم إلى " سجن نفحة  الصحراوي " بسبب إضرابهم.

وأعرب حسن عبد ربه عن خشيته من مواجهة جديدة من الاشتباك المفتوح بين الأسرى وإدارة سجون الاحتلال، لتنصلها من الاتفاقيات السابقة المتعلقة بإزالة أجهزة التشويش وتركيب الهواتف العمومية لتعمل خمسة أيام أسبوعيا.

وكان الأسرى في تاريخ العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري، وتحديدا في " سجن ريمون "، أعلنوا استعدادهم للمواجهة مع الإدارة من جديد، بعد تنكرها للاتفاق الذي تم في شهر أبريل/نيسان الماضي، الذي تضمن المطالب ذاتها المتعلقة بـ " أجهزة التشويش " والهواتف العمومية، وتبع ذلك عدة جلسات من الحوار مع الإدارة كان مصيرها الفشل.

إلى ذلك لا يزال هناك ستة أسرى إداريين مضربين عن الطعام، بعضهم دخل إضرابه المتواصل شهره الثالث، رفضا لاعتقالهم الإداري الذي يتم بدون تهمة توجه لهم، ويتم تمديده عند اقتراب موعد الإفراج عنهم.

وأعلن مكتب إعلام الأسرى أنه جرى نقل الأسير المضرب ناصر الجدع، مساء الثلاثاء، إلى أحد المشافي الإسرائيلية، جراء تدهور وضعه الصحي.

والأسرى المضربون هم الأسير أحمد غنام من مدينة دورا قضاء محافظة الخليل المضرب منذ (67) يوماً، والأسير سلطان خلوف من بلدة برقين قضاء محافظة جنين المضرب منذ (63) يوماً، والأسير إسماعيل علي من بلدة أبو ديس قضاء القدس المضرب منذ (57) يوماً، والأسير طارق قعدان من محافظة جنين المضرب منذ (50) يوماً، والأسير ناصر الجدع من بلدة برقين في محافظة جنين المضرب منذ (43) يوماً، والأسير ثائر حمدان من بلدة بيت سيرا المضرب منذ (38) يوماً.

وسبق أن جرى نقل الأسيرين غنام وخلوف إلى أحد المشافي الإسرائيلية، جراء تدهور حالتهما الصحية، حيث باتا لا يقدران تماما على الحركة، ويعانيان كباقي المضربين من الهزل والصداع الشديد، ومن تقيؤ عصارات المعدة، ومن عدم وضوح الرؤية، إلى جانب مشاكل صحية كثيرة.

وفي سياق حملات الدعم المساندة للأسرى، شارك حشد من المواطنين في مدينة جنين في وقفة تضامنية مع المضربين عن الطعام، بما فيهم ذوو أسرى مضربين، ومسؤولون من هيئة شؤون الأسرى والمؤسسات التي تتابع ملف المعتقلين، وآخرون عن التنظيمات الفلسطينية.

وانطلقت بعد الوقفة مسيرة جابت شوارع المدينة واستقرت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث ردد المشاركون الهتافات الداعية لنصرة الأسرى، وقاموا بتسليم مذكرة لممثلة اللجنة الدولية، تطالب بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى.

وتعتقل إسرائيل نحو 6000 أسير فلسطيني ، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن ومرضى، وجميعهم يشتكون من معاملتهم بشكل سيئ، ويشتكي هؤلاء جميعا من سياسة " الإهمال الطبي "، ومن تعرضهم للتعذيب والضرب والإهانة، كما تقوم إدارة السجون الاسرائيلية بوضع عدد كبير منهم في زنازين العزل الانفرادي، وتمنعهم من زيارة الأهل، كما تقدم لهم طعاما سيئا من ناحيتي الكم والجودة، وتحرمهم من التعليم.