النجاح الإخباري - في إطار المضايقات التي تتعمد إدارة السجون الإسرائيلية ممارستها على الأسرى الفلسطينيين، كشفت هيئات فلسطينية مهتمة بمتابعة ملف المعتقلين، عن إجراءات عقابية جديدة، أبرزها شكاوى الأسرى في سجن «نفحة» الذي يشهد اكتظاظا كبيرا، بانتشار القوارض والحشرات في الزنازين، وهو ما يهدد حياتهم، مع استمرار اتباع سلطات السجون سياسة «الإهمال الطبي».

واشتكى أسرى «قسم 3» في سجن «نفحة» من الاكتظاظ المتزايد في غرف القسم وأقسام أخرى، ومن انتشار الحشرات والقوارض.

وذكر الأسير علاء غنيم من رام الله، لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الذي زاره أول من أمس، أن 10 أسرى يقبعون في الغرفة الواحدة ذات الحمام الصغير. وأوضح أن الصراصير والفئران تنتشر بأعداد كبيرة في أقسام السجن. وتشكل هذه الحشرات والقوارض خطورة كبيرة على حياة الأسرى، وتهدد بإصابتهم بأمراض فتاكة، خاصة وأن سلطات الاحتلال تتعمد استخدام سياسة «الإهمال الطبي».

وفي السياق قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن اثنين من الأسرى تأثرا سلبا خلال الأيام الماضية، من سياسة إدارة مصلحة سجون الاحتلال التي تتعمد خلالها «الإهمال الطبي». وذكرت أن الأسير محمود أبو خرابيش (53 عاما)، من مخيم عين السلطان في محافظة أريحا، والمعتقل منذ 30 عاما، يعاني من مشاكل صحية ولا يتم تقديم العلاجات اللازمة له. ويعاني من مشاكل بالقلب ومرض جلدي ظهر عليه منذ 8 أشهر، كما يعاني من ضغط الدم والكولستيرول ومشاكل في الفقرات الأخيرة بالعمود الفقري. وأشار أبو خرابيش لمحامي الهيئة الذي زاره، الى أن إدارة مصلحة السجون تتعمد «الإهمال الطبي» بحق المرضى من الأسرى وعدم تقديم العلاجات اللازمة. وقال إنه محروم منذ مدة من زيارة زوجته وابنته وأشقائه حيث لم تزره إحدى شقيقاته منذ 14 عاما بحجة «المنع الأمني».

وأفادت هيئة الأسرى بأن الأسير علي البرغوثي (44 عاما) من عابود قضاء رام الله والمحكوم بالسجن المؤبد مرتين و45 عاما، أنه وبعيد الأضراب الأخير أصبح يشعر بتصلب في أوتار اليدين ودوار ومشاكل بالنبض، حيث لا يحصل على العلاجات أو التشخيص اللازم لحالته الصحية.

وأكد مدير مركز الأسرى للدراسات الدكتور رأفت حمدونة، أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وبتنفيذ من فرقة «درور الخاصة» تقوم بحملة تفتيشات مرهقة للأسرى عبر نقل أقسام بكاملها لسجون وأقسام أخرى. وأكد أن إدارة السجون تعمل على عدم استقرار الأسرى، وتوتير الأجواء في السجون، وتسعى لسحب الممتلكات والعبث بها بمبررات وحجج أمنية واهية.

وطالب المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بالضغط على الاحتلال لحماية المعتقلين الفلسطينيين، من ممارسات تلك الوحدات الخاصة وانتهاكاتها اللحظية واليومية والتفصيلية بحقه.

وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو سبعة آلاف أسير. ونكثت بوعودها التي قطعتها في نهائية إضراب طويل للأسرى انتهى قبل أكثر من شهرين، ودام 41 يوما، حيث طالب الأسرى وقتها بتحسين ظروف اعتقالهم.