نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أكد الباحث في الشؤون الإقليمية الدكتور طلال عتريسي أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالاعتراف "بالقدس عاصمة موحّدة لإسرائيل" ونقل السفارة من تل أبيب، يرتدي طابع الإستعراض والإستفزاز من حيث الشكل، ولكنه يهدف إلى خلق أزمة كبرى على المسرح الدولي، تكفل له بنقل الأضواء من ملفاته الداخلية إلى ملف الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

وتوقّع أن يطيح هذا الأمر بالأجندة الحالية لمنطقة الشرق الأوسط بكاملها، حيث أنه ضرب كل محاولات إحياء عملية السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي أولاً، كما أنه سيترك أصداءً ثقيلة على النزاع الخليجي ـ الإيراني، ومن شأنه أن ينعكس بشكل سلبي على مساعي إنهاء الحرب في سوريا.

وقال عتريسي لـ"النجاح الإخباري" في اتصال هاتفي من بيروت إنه على الرغم من أن الرئيس ترامب قال في إعلانه الإستفزازي أن القرار صادر عن الكونغرس منذ عشرات السنين، فإن ما من رئيس أميركي، ومهما بلغت درجة انحيازه إلى إسرائيل، لم ينفّذ هذا القرار.

ويقول عتريسي المواكب عن قرب للصراع مع الاحتلال، إن الرئيس ترامب بدأ منذ الأمس بتغيير قواعد اللعبة التي سادت منذ احتلال فلسطين.

"باختصار، فإن إدارة ترامب أضافت عنصر صراع جديد على المسرح الإقليمي، وهو سيعيد خلط كل الأوراق، وسيبقي المنطقة على فوهة من البراكين، منها ما هو منفجر أصلاً، ومنها ما سينفجر قريباً." أضاف عتريسي.

وبرأي عتريسي فإن الصدمة التي حقّقها قرار ترامب، قد تبقى في إطار السياسة والموقف التصعيدي الكلامي فقط، من دون أي أمر فعلي على صعيد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وذلك على غرار تهديده بإلغاء الإتفاق النووي الإيراني، والذي بقي مجرّد كلام.