نابلس - النجاح الإخباري - أصدرت هيئة علماء فلسطين في الخارج اليوم الثلاثاء، بيانًا حول تصريحات وقرارات الرّئيس الفرنسي في التّطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، جاء فيه:
قال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" الأنعام:112
الحمدلله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد استكبر الرّئيس الفرنسيّ في نفسه، وبدت البغضاء من فمه وقراراته وسياساته مستهدفةً خير الخلق والورى سيّد الأولين والآخرين؛ سيّدنا محمّد بن عبدالله صلى الله عليه وسلّم، وقد بدأ الرّئيس الفرنسيّ حملةً تصعيديّة ضدّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم متبنيًا وداعيًا إلى نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم.
وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ ندين هذا العدوان الرسميّ الفرنسيّ على مقام نبيّنا صلى الله عليه وسلّم فإننا نؤكّد على الآتي:
أولًا: إنّ تبنّي الرئيس الفرنسي لمنهج الإساءة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ودعوته له يجعل ينقل هذه الإساءات من دائرة العمل الفرديّ إلى مستوى قرار دولةٍ وهذا تطور خطيرٌ وعدوان كبير على أمّة الإسلام قاطبةً ويوجبُ على الأمة الإسلاميّة التحرّك للوقوف في وجه هذه الرّعونة التي يمارسها الرّئيس الفرنسيّ.
ثانيًا: تؤكّد الهيئة على أنّ ازدراء الأديان والرّموز الدّينيّة لا يدخل على الإطلاق في حريّة التعبير، وتطالب الهيئة بضرورة إصدار قوانين أمميّةً وقطريّةً تجرّم التعرّض للرّموز الدينيّة بالسخرية والإساءة، وتعدّ الهيئة الإساءات الفرنسيّة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم جريمةً تستوجب التجريم من مختلف الهيئات الحقوقيّة والإنسانيّة والدّوليّة.
ثالثًا: تستغرب الهيئة الصّمت الرسميّ الإسلاميّ على إساءات الرّئيس الفرنسيّ لنبيّنا عليه الصّلاة والسّلام، وتطالب بإصدار مواقف واضحة من الحكّام والحكومات والمؤسسات الرسميّة والأحزاب والجماعات المختلفة منددة ورافضة للسّلوك الفرنسيّ العدوانيّ تجاه النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وفي هذا المقام تتوجه الهيئة بالتحيّة من الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان لمواقفه المتقدّمة في التّصدّي لتصريحات ومواقف الرئيس الفرنسيّ المشينة بحقّ نبيّنا صلى الله عليه وسلّم.
رابعًا: تحيي الهيئة شعوب الأمّة الإسلاميّة التي انتفضت لنثرة النبيّ صلى الله عليه وسلم عبر مقاطعة المنتجات الفرنسيّة، وتدعو الهيئة عموم أبناء الأمة الإسلاميّة إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في حملة مقاطعة المنتجات الفرنسيّة حتّى يكفّ الرئيس الفرنسيّ عن رعونته ويقدّم اعتذاره للأمة الإسلاميّة.
قال تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" الأعراف:157
خامسًا: تؤكّد الهيئة على أنّ نصرة النبيّ صلى الله عليه وسلّم تكون باقتفاء سيرته وتحكيم شريعته، وتدعو المسلمين أجمعين إلى أن تقديم الصّورة الحقيقيّة للإسلام في سلوكهم وأفعالهم وأخلاقهم التعامليّة، كما تدعوهم إلى نشر سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم وشمائله وأخلاقه والتعريف به في العالمين.
قال تعالى: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" الأحزاب:21
#هيئة_علماء_فلسطين_في_الخارج
9 ربيع الأول  1442هجري
26   أكتوبر  2020 ميلادي