النجاح الإخباري - أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة إن الوزارة تعمل على تذليل كافة العقبات التي تواجه الأطباء كي يستمروا في مسيرتهم المهنية، مشيدة بالمهنية والكفاءة العالية التي يتمتع بها الطبيب الفلسطيني.

ودعت كيلة خلال افتتاحها الدورة التحضيرية للأطباء المتقدمين لامتحان الامتياز-الطب البشري، اليوم الجمعة، والتي يعقدها المجلس الطبي الفلسطيني على مدار ثلاثة أيام في مقر جمعية الهلال الأحمر في البيرة، الأطباء إلى التعامل مع المرضى وفقا لأخلاقيات المهنة، موضحة أن دور الطبيب ليس معالجة المريض فقط، بل يتعداه ذلك إلى كيفية التعامل مع المريض ومرافقيه واستيعابهم والتخفيف عنهم.

وأضافت مخاطبة الأطباء المشاركين في الدورة: "أمام ما نمر به كشعب فلسطيني من ممارسات احتلالية قمعية، علينا أن نتعاون مع بعضنا البعض لحفظ السلم الأهلي، وأن نتعامل بحرص ولطف مع المرضى ومرافقيهم، وأن نفتخر بأننا نخدم هذا الشعب المناضل".

ولفتت إلى التطور الذي طرأ على مهنة الطب في فلسطين خاصة بعد إنشاء "البورد الفلسطيني" لبرنامج الإقامة والتخصص في الوطن، مشيرة إلى أن الطبيب الفلسطيني لم يعد يحتاج إلى الاغتراب في الخارج لنيل التخصص.

وأعربت كيلة عن شكرها لكافة القائمين على الدورة من المجلس الطبي ونقابة الأطباء والأطباء المحاضرين، متمنية تحقيق الفائدة المرجوةً منها لكافة المشاركين.

بدوره، قال أمين عام المجلس الطبي أمين ثلجي إن رعاية وزارة الصحة لهذه الدورة يؤكد أن طب الامتياز يحوز على أقصى درجات الاهتمام، لافتا إلى توسيع دائرة المستشفيات الراعية لبرنامج الامتياز ورفع مستوى تدريب الأطباء من خلال تحديث المساقات المقررة في التخصصات الرئيسية وتكليف مشرفين على نشاطاتهم العلمية في المستشفى.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة العليا في المجلس الطبي، رئيس لجنة الإشراف على امتحان طب الامتياز محمد لؤي المبيض، إن المجلس يولي اهتماما كبيرا بأن تكون سنة الامتياز هي اللبنة الأساسية لبناء مهم في المستقبل، موضحا أن هذه الدورات تعود بالفائدة على الأطباء المتقدمين للامتحان، وأن 80% ممن حضروا الدورات السابقة نجحوا في الامتحان وفقا لإحصائية أجريت حول مخرجات الدورة.

وقال: "لم يعد الطب مجرد معالجة المريض فقط، بل كيف تتعامل مع المريض وفقا لأخلاقيات المهنة"، داعياً نقابة الأطباء إلى تبني برنامج مكثف وإلزامي للأطباء قبل التقدم لامتحان الامتياز حول أخلاقيات الطب وقانون المهنة.

وشدد على ضرورة تبادل الخبرات والعلم بين الأطباء أنفسهم.

من جهته، أكد نقيب الأطباء شوقي صبحة أن النقابة أخذت على عاتقها عقد دورات وورش عمل لأطباء الامتياز وأطباء برنامج التخصص بهدف تأهيلهم قبل التقدم للامتحان، مشددا على أن أخلاقيات الطب وقانون المهنة وتبادل الخبرات والعلم بين الأطباء من مبادئ وأساسيات دستور ولوائح النقابة.

ولفت إلى أن النقابة أطلقت مؤخرا برنامجا لتنظيم المهنة والأجور والتعليم المستمر، لوجود الكثير من التجاوزات، مبينا أن النقابة تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة لإطلاق حملة لتنظيم المهنة.
ودعا صبحة كافة الأطباء إلى الصبر والصمود والالتفاف خلف القيادة الفلسطينية في وجه الضغوط الدولية وإجراءات الاحتلال بحق شعبنا، كي نتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يفرضها الاحتلال وأعوانه.

وأضاف: "الأطباء جزء من هذا الشعب، ومستعدون أن يقتطوا من قوت أطفالهم ليقدموا لأسر الشهداء والأسرى والجرحى".

وتطرق إلى عدد من المعيقات التي تواجه القطاع الصحي في فلسطين، ومنها قلة الكوادر الطبية في بعض المستشفيات رغم ضغط العمل الهائل، والنقص الشديد في التمريض والمهن الفنية الأخرى، ونقص عدد الأسرّة في بعض المستشفيات واضطرار الوزارة إلى تحويل مرضى لعدم وجود أسرّة طبية شاغرة، مثنيا في ذات الوقت على الجهود التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع النقابة وكافة الجهات لتجاوز كافة المعيقات والارتقاء بالخدمة الصحية للمواطن.

ودعا الأطباء إلى التعامل مع المرضى ومرافقيهم وفقا لقسم المهنة، وتحمل كافة الضغوط التي تفرض عليهم، مؤكدا ضرورة الحفاظ على النخب الطبية وتحسين بيئة عملها واستقطاب الكوادر الطبية من المهجر.