النجاح الإخباري - بعد أن أعلنت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب (من ولاية ميشيغان) الخميس الماضي أنها بدأت بتنظيم جولة من أعضاء مجلس النواب الأميركي لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحتلة والشرقية المحتلة، بدا واضحا أنه أن المسألة ستكون مسألة وقت فقط قبل أن يهب اللوبي الإسرائيلي (إيباك) وأنصاره في الكونغرس الذي نظم هذه الجولات تاريخيا لإسرائيل لإعطاء صورة وردية عن الاحتلال الإسرائيلي ويقنع النواب- خاصة الجدد - بالرواية الإسرائيلية، ذلك بهدف قطع الطريق عليها.

وجاءت هذه الفرصة الأحد ، 12 أيار 2019 حيث استهدف زعماء جمهوريون مقربون من منظمة اللوبي الإسرائيلي "إيباك" من مجلس النواب النائبة رشيدة طالب بعد أن أجرت مقابلة على بودكاست (إذاعة عبر الانترنت) تابع لشبكة "اخبار ياهو" ناقشت طليب خلالها دعمها لحل الدولة الواحدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي .

وقالت طليب في معرض ردها على سؤال عن موقفها من بشأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن الولايات المتحدة احتفلت بذكرى الهولوكوست قبل أسبوعين كما يجب وضرورة استخدام كافة الوسائل لمنع حدوث أمرا كهذا في المستقبل . ثم ناقشت في ردودها كيف أن الفلسطينيين دفعوا ثمنا لذلك بإنشاء دولة إسرائيل وملاذا آمنا للشعب اليهودي.

وقالت طليب "عندما أفكر في المحرقة ومأساة الهولوكوست ، وحقيقة أن أسلافي - الفلسطينيين - هم الذين فقدوا أرضهم وفقد البعض حياتهم ومعيشتهم وكرامتهم الإنسانية ووجودهم بطرق عديدة. . . . أعني ، كل هذا كان باسم محاولة إنشاء ملاذ آمن لليهود ، ما بعد الهولوكوست ، في ما بعد المأساة والاضطهاد المروع لليهود في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت".

وقد اختارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عنوانا لأحد مقالاتها الأحد تقول "طليب تقول إنها مأساة أسلافها حدثت لتوفير ملاذ آمن لليهود بعد الهولوكوست" وهو ما دفع اثنين من كبار الجمهوريين في مجلس النواب يوم الأحد لتوجيه انتقادات لاذعة لها متهمينها بالكذب.

بدورها قالت النائبة الجمهورية ليز تشيني ، (ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني) في بيان وصفت فيه تصريحات طليب بأنها "مقيتة". ودعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (دي-كاليفورنيا) وزعيم الأغلبية ستيني هوير المقرب من إسرائيل بمعاقبة طليب قائلة "أدعو الرئيسة بيلوسي والزعيم هوير إلى اتخاذ إجراء ضد النائبة طليب وأعضاء آخرين من الحزب الديمقراطي الذين ينشرون معاداة السامية" في إشارة إلى النائبة الصموالية الأصل إلهان عمر.

وردت طليب ليلة الأحد ، بتغريدة "إن مراقبة كلماتي لتحريفها وتحويلها لإشعال الهجمات الشريرة علي لن ينجح. جميعكم الذين يحاولون إسكاتي سيفشلون فشلاً ذريعًا. لن أسمح لكم أبدًا بأخذ كلماتي خارج السياق لدفع أجندتكم العنصرية والكراهية. الحقيقة ستنتصر دائمًا ".

وأدان دينزل مكامبيل ، المتحدث باسم طليب ، بيان تشيني ووصفه بأنه "خطير". وكانت تشيني أول زعيم من الحزب الجمهوري ينتقد طليب يوم الأحد.

وقال مكامبل في بيان "مرة أخرى ، ينشر القادة الجمهوريون والمتطرفون اليمينيون أكاذيب صريحة للتحريض على الكراهية". "يجب أن تخجل عضوة الكونغرس ليز تشيني من استخدام مأساة المحرقة في محاولة شفافة لتسجيل نقاط سياسية. إن سلوكها يضعف من خطابنا العام ويشكل إهانة للجالية اليهودية وللملايين من الأميركيين الذين يعارضون الكراهية التي ينشرها الحزب الجمهوري وزعيمه دونالد ترامب".

وكانت النائبة قد صرحت الجمعة 10 أيار 2019 أنها ستفي بتعهدها لاصطحاب جولة من النواب الأميركيين إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين ما بين 17 و 22 آب 2019 لمنح أعضاء الكونغرس لمحة عن الجانب الفلسطيني من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، حسبما قالت طليب للمجلية الأيهودية الأميركية "جويش إنسايدر".

وقالت طليب "إن ذلك [سيساعد] الناس على رؤية التأثير الإنساني على الفلسطينيين ، وما هي الفرصة القيمة للحصول على عضو في الكونغرس يجلس مع جدتي التي تعيش في الأراضي المحتلة".

وستتزامن الزيارة مع جولات لى إسرائيل للمشرعين الجدد الذين تستضيفهم وتدفع تكاليفهم منظمة اللوبي الإسرائيلي "أيباك" كما فعلت دائما في بداية كل جلسة تشريعية ، وهي شيء من التقاليد بالنسبة لأعضاء الكونغرس.