نابلس - النجاح الإخباري -  أوصى مؤتمرون، اليوم الثلاثاء، بضرورة إنشاء مركز أبحاث متخصص يعنى بتوثيق مسيرة بلدية نابلس التاريخية والحضارية.

جاء ذلك خلال المؤتمر العلمي لعرض ومناقشة الإصدارات التوثيقية لمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس بلدية نابلس، الذي عقد في جامعة النجاح الوطنية بمشاركة عدد من ممثلي الهيئات الرسمية والشعبية، والأساتذة الذين شاركوا في عملية التوثيق للإصدارات التوثيقية.

ودعا المشاركون، في المؤتمر، إلى أهمية عقده بصورة دورية، وجمع وتوثيق الأرشيف الخاص بالبلدية، والعمل على تكريم الشخصيات الفاعلة فيها وفي مقدمتهم المناضل بسام الشكعة.

وشددوا على أهمية التعاون مع البلديات الفلسطينية والعربية والدولية في عقد مثل هذا المؤتمر، للتأكيد على الشراكة الحقيقية مع البلدية في إطارها المحلي والإقليمي والدولي، إضافة إلى إعداد دليل خاص بالبلدية والمصطلحات التاريخية المتداولة في الوثائق الخاصة فيها، وتخصيص جائزة سنوية عينية ونقدية للدراسات الجادة والمميزة عن البلدية يعلن عنها في موعد محدد من قبل هيئة متخصصة، وتوثيق علاقة البلدية بأبناء المدينة في الخارج، وإنشاء متحف متخصص للبلدية يعنى بحفظ بتراثها المادي والمعنوي ويمكن أن يكون في منزل رئيسها الأسبق أحمد السروري، وتوجيه طلبة الدراسات العليا في حقل اللغة والتاريخ والآثار والعمارة والهندسة والتخطيط والسكان والجغرافيا والاجتماع، لإعداد دراساتهم عن البلدية.

وقال نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون الأكاديمية محمد العملة "إن جامعة النجاح تحتضن اليوم المؤتمر العلمي لعرض ومناقشة الإصدارات التوثيقية لمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس بلدية نابلس، والتي كانت من أوائل البلديات، ووجدت كجسم وطني لتولي إدارة شؤون المواطنين".

وأضاف: "هذا الإنجاز الحضاري يعني وجود عقول تتمتع ببعد النظر، وتتصدر المدينة في بناء المؤسسات الوطنية فيها كجامعة النجاح، وأن البلدية شكلت قاعدة متينة لبناء مدينة عصرية، إضافة إلى كونها شكلت عنصرا أساسيا في مقارعة المحتل عبر الفترات الزمنية المتعاقبة للمدينة، وهو ما يدل على أن الفلسطيني قادر على العطاء والبناء رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها".

بدوره، قال رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، "إن ما نشهده اليوم من انطلاق المؤتمر العملي ومناقشة الإصدارات التوثيقية، هو بداية عقد جديد من التوثيق وعلى عدة محاور، وإن عملية التوثيق للرواية يأتي بهدف الحفاظ على الإرث والتاريخ، وهناك قدرة وارادة لمواجهة المحتل من خلال التوثيق".

وبين يعيش أن عددا من الأستاذة في مختلف الجامعات الوطنية شاركوا في إعداد هذه الإصدارات التوثيقية التي تناولت خمسة محاور و23 بحثا، مؤكدا استكمال عملية الأبحاث والتوثيق وجمع التاريخ.

وتحدث عن الحالة الثقافية وما قامت به البلدية من إنشاء مكتبة وخمسة مراكز ثقافية.

بدوره، قال رئيس اللجنة العلمية لإصدارات التوثيقية أمين أبو بكر: "اليوم نشهد انطلاق أعمال المؤتمر العملي للإصدارات التوثيقية التي عكفت بلدية نابلس على إصدارها في إطار احتفالاتها بمرور 150 عاما على تأسيسها، وأرجو أن تكون حجر الأساس للإصدارات في مشاريع التوثيق للبلدية التي تأسست عام 1869 ".

وأكد أن بلدية نابلس من أبرز البلديات التي تأسست مبكرا في فلسطين، وتنعم بذاكرة وثائقية ضخمة متصلة في إطارها الزمني، ومتنوعة في مضامينها الاقتصادية والاجتماعية والسياسة، موضحا أن توثيقها وإعداد دراسات علمية بناء عليها، لا بد أن يعزز الرواية الشفوية المتداولة على ألسنة أبناء المدينة.

ودعا أبو بكر إلى حشد الطاقات والهمم للبحث عن بقية الوثائق في البلديات الفلسطينية، وفي مقدمتها بلدية القدس التي تأسست عام 1863، وتوجيه طلبة الدراسات العليا لإعداد دراساتهم حول مضامينها لما له من أثر هام في الكشف عن جانب مهم من مسيرة فلسطين الحضارية وحفظ حقوق أبنائها من الضياع.

وبين أن اللجنة العلمية ضمت 10 أعضاء من الضفة وغزة، مختصون في التاريخ والعلوم السياسة والهندسة والآثار، واللجنة حرصت أن يتمثل فيها من أراضي عام 1948، وهما جوني منصور، ومحمود يزبك.

من جهته، قال ممثل محافظ نابلس سلام فريتخ، إن "التحدث عن نابلس يعني التحدث عن فلسطين، ونابلس البيت الصغير لكل مواطن فلسطيني، وهذا ما يتم ملامسته ومشاهدته في جميع مناحي الحياة".

وأضاف فريتخ أن البلدية اصبحت من البلديات الرائدة في تقديم خدماتها المختلفة، ولها دور في حالة الانسجام مع المؤسسات الرسمية وتنظيم الحياة للمواطنين، معربا عن أمله بإحياء الروايات وذكريات مدينة نابلس، وتوثيقها باعتبارها هوية وطنية للشعب وحضارته.

وتضمن المؤتمر جلسات تناولت خمسة محاور في التاريخ، والدور الاجتماعي السياسي، وتطور الخدمات الحيوية والتخطيط العمراني، ودور بلدية نابلس في العلاقات مع المجتمع المحلي والدولي، ومكتبة بلدية نابلس ودورها في توثيق تاريخ المدينة.