يحيى رباح - النجاح الإخباري - في كلمته الأخيرة كرئيس للمجلس الوطني الفلسطيني، التي ألقاها نيابة عنه نائبه الذي استقال هو الآخر لصالح ضخ دماء جديدة في شرايين إطاراتنا الوطنية قال الأخ العزيز سليم الزعنون أبو الأديب في كلمته شبه الوداعية " لن نكون جنودًا للآخرين ".

إنها جملة مكثفة، عميقة المعاني، واسعة الظلال، شاهدة على زمن فلسطيني عظيم منذ بدأ اسم فلسطين يتداول كثيراً في دواوين السياسة العالمية، منذ عقد هرتسل مؤتمره الصهيوني الأول في سويسرا عام 1897 أي قبل مئة وخمس وعشرين سنة، ظهر من خلال ذلك المؤتمر، أن وراءه ما يسمى بالصهيونية المسيحية أو المسيحيانية اليهودية، التي كانت قد بدأت تخوض المعركة من حقب سابقة، فاخترعت ما يسمى بإسرائيل القديمة "عبارة عن حزمة من الخرافات ملصقة ببعضها، ساهم في إيجادها كثير من الأطراف من أجناس مختلفة بهدف الإدعاء بأن فلسطين التي يعيش فيها شعبها منذ آلاف من السنين بشكل عظيم ومتواصل ليست فلسطينية بل هي إسرائيلية، وظلت الأكذوبة تتغذى على دماء جديدة، حتى أنتجت النكبة الفلسطينية عام 1948، و لكن صناع الخرافة من يومهم الأول حتى الآن، يجدون أنهم كلما ظنوا أنهم فازوا وجدوا هذا الشعب الفلسطيني يلاحقهم، يكاد يلقي القبض عليهم متلبسين، بل إن كل الذين شاركوا معهم في الجريمة قد ضبطوا معهم متلبسين، وعاقبهم التاريخ على جرائمهم وسيعاقبهم أكثر، لأن هذا الشعب المتميز وهو الشعب الفلسطيني، لم تنطفئ شعلته، بل إزدادت توهجاً، لم يصبح عالة على أحد بل صار يقظة للآخرين، قاتل بكل المقاييس العالية للقتال بل إنه أصبح مشهوراً في العالم بصيانة روايته التي حاول ان يستثمرها العرب والعجم في مجالاتهم، ولكنها استعصت عليهم فهي لا تصلح إلا لشعبها، كنا خير الجنود لها ولكننا لم نكن يوماً جنوداً للآخرين.

عندما انعقد المجلس المركزي الفلسطيني في مدينة رام الله الفلسطينية الواقعة تحت " حراب الاحتلال " كما قالت إحدى الجهات من الذين كفروا، وثار الضجيج، وأعلن النداء بالويل والثبور، وهبت الريح الصفراء لتطير كل الأوراق، لماذا ينعقد المجلس المركزي الآن؟ من الذي أمر بانعقاده؟ ماذا يراد من وراء انعقاده؟ فماذا الآن....هل هدأت الريح الهوجاء؟ هل سكت الصراخ؟ هل استوعب الصارخون أنهم طلعوا على فاشوش؟ إن الدماء الجديدة في عروق فلسطين تتدفق، والحقائق الجديدة التي تصنعها القضية الفلسطينية تتوالى، ويا رب ما أعظم كلمتك! كانوا يعتقدون أن فلسطين أصبحت رماداً، فإذا بالنار المقدسة تهب من جديد.

الإطار الوطني على وعد بمزيد من التفعيل، والأجيال الفلسطينية بشوق تتوارث المسؤولية،

والأمل الفلسطيني يتجدد ولا يتقدم عليه أمل آخر أو ادعاء زائف، بل أصبح السؤال أكثر تحديداً، يا أيها الفلسطيني، إذا لم تكن فلسطينياً فماذا يمكن أن تكون! كل أعدائنا الكبار هم يذهبون ونحن نأتي، هم يفشلون ونحن ننجح، هم لا يطيقون صبراً ونحن نصبر أكثر، هم رايتهم الزائفة تحملها الأيدي المرتجفة من نتنياهو إلى بينت، ومن تاتشر إلى بوريس جونسون، ومن أيزينهاور إلى ترمب، وأنذر الظالمين.