ماجد أبو سلامة - النجاح الإخباري - ما زالت وفود الأحرار والثوار تتوافد على بيت الشهيد ياسر عرفات لتشتم مسك الشهادة الذي يفوح من بيته المتواضع على شاطئ بحر غزة هاشم ، جاءت تلك الوفود لتحتفي بالذكرى السادسة عشر لاستشهاد قائداً ورئيساً وزعيم ثورة كانت وما زالت أعظم ثورة في تاريخنا المعاصر إنه ياسر عرفات شمسنا الخالدة فينا الذي ينير لنا ليلنا الطويل هو القائد الرمز الشهيد صاحب الكوفية السمراء الذي كان يحلق فيها كطائر الفينيق فوق سماء فلسطين ويزأر في قاعات الأمم المتحدة والمحافل الدولية إنه بطل السلام والحرب وغصن الزيتون والبندقية التي كانت تحكي حكايات عبق الثورة ورائحة البارود ،هو الذي رسم لنا طريق العزة والبطولة والتحدي والفداء ضد الاحتلال الصهيوني في يوم الكرامة وعيلبون وصبرا وشاتيلا والانتفاضات هو من رسم مع رفاقه أبو جهاد وأبو إياد، طريق النضال والثورة نحو القدس العتيقة وأزقتها الجميلة وحكاياتها القديمة ورائحتها المسكية بطعم الزيتون الأخضر الساطع .

لقد رحل الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات منذ 16 عاماً بجسده لكنه ترك إرثا نضالياً وثوابت ومنجزات وطنية ما زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر والبناء ، فأبي عمار لم يكن مجرد مقاتل يحمل بندقية وإنما كان زعيماً ملهما أسس الدولة الفلسطينية العتيدة بدءاً بدوائر منظمة التحرير التي عنيت بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للشعب الفلسطيني وانتهاء بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من آيار 1994 على أرض الوطن بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح المرير.

سيدي جبلنا الشامخ أبو عمار سنتذكر كلماتك الخالدة حينما كنت تردد بأن الثورة ليست بندقية ثائر فحسب بل هي ريشة فنان وقلم كاتب وقصيدة شاعر ومشرط طبيب ومنجل فلاح "  ...

غاب الشهيد الياسر مرسخاً نهجاً جديداً سار عليه القادة والمؤسسون وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي تحدى ويتحدى الصعاب رافضاً كل الاجراءات القمعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من قبل الإدارة الصهيوأمريكية الممثلة بضم القدس والمستوطنات والتطبيع وصفقة القرن والأغوار لدولة الاحتلال مؤكداً على حقوق شعبه الصامد في العيش بحرية وكرامة.... 

اليوم بكت فلسطين مرتين وهي تحتفي برحيل رمز عزتنا وكرامتنا أبو عمار والأخرى وهي تودع رجل المفاوضات والفنان السياسي الذي رسم خارطة فلسطين في المحافل الدولة ، هو المقاتل الشرس بمواقفه البطولية والنضالية، أيقونة الفداء والتحدي، أمام الاحتلال الصهيوني إنه الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح و أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ستبكيك العيون والمقل سيدي وقائدي وأخي أبا علي، ونعتقد بأن العناية الإلهية أرادت أن يكون رحيله متزامناً مع رحيل شمس الشهداء أبو عمار لتتعانق أرواح الشهداء هناك في عليين مجتمعة مع الرسول الكريم وصحابته الصالحين وليس ذلك بعلى الله بعزيز.     

أبا عمار ستظل حركتنا الغلابة سيدي على العهد والقسم حتى يرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس العتيدة .

وستظل ذكراك العطرة خالدة فينا ما حيينا

وإنها لثورة    حتى النصر   حتى النصر    حتى النصر