د. بسام سعيد - النجاح الإخباري - يقترب الثالث من نوفمبر اليوم المقدس للاستحقاقات الانتخابية الأمريكية حيث يختار الامريكان رئيسا لهم كل اربع سنوات وفى نفس الموعد، لكن هذه المرة تختلف الانتخابات عن سابقاتها من حيث شراسة الحملة وتحت وقع جائحة كورونا وكذلك وقع الانقسام السياسي والمجتمعي غير المسبوق منذ قرون.

كنت أراقب صعود ترامب إلى السلطة ببعض الحيرة، وأسأل نفسى لماذا وكيف أصبح رجل بشخصية ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذى ينظر إلى منصبة على أنه أقوى منصب سياسي في العالم؟ ومن خلال مراقبة سلوكه الرئاسي على مدى أربع سنوات مضت تصريحاته للقضايا التي تناولها، وميوله الإيديولوجية، وشهيته للخطأ في البيانات، ومقاطعته الاخرين وآخرها مقاطعة نائب الرئيس السابق جو بايدن والمرشح الحالي للحزب الديمقراطي للانتخابات في المناظرة  بأكثر من 130 مرة ، وكذلك انسحاب الكثير من مستشارية و استقالة الكثير من الموظفين الذين عينهم في الإدارة معه ، إلا أنه بقى صامدا متماسكا ومتغطرسا!

في تحليل سيكلوجي لشخصيته خلص العديد من الأطباء النفسيين الذين حللوا سلوكه وأقواله العامة وتغريداته إلى الإجماع إلى أن ترامب مريض نفسى،  ونرجسى، وكاذب، وجشع وغير متعاطف ويرى الأشياء بالأبيض والأسود، ويبحث دائما عن قوة غير مقيدة، وسلطة دكتاتورية حتى لا يتمكن أحد من التشكيك في أفعاله أو دوافعه أو أجندته، مهما كانت إجرامية، أو منحرفة!

في الانتخابات الرئاسية السابقة والتي فاز فيها على هيلاري كلينتون كذب ترامب وكذب رغم أن هذه الأكاذيب لم تضر به لأنه يعبر منذ زمن طويل عن الحلم الامريكي بالغنى والانتشار وتسيد العالم، الأمر الذى منحه حرية قول وفعل ما يخطر بباله واقنع الناخبين بما يريد وتعلقوا بنجم الواقع والبطل وشخصية توم كروز الذى ينتصر رغم كل العقبات، ومنها وقوف وسائل الإعلام ضده وضد وصوله إلى أرفع منصب سيادي في البلاد والذى ينظر إليه برهبه وإعجاب، وكذلك تجلت شخصية ترامب العنيدة في  طريقة تعامله وتحديه لمرضة المزعوم واصابته بفايروس كورونا، ورفضه الانخراط في التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة!.

والسؤال الذى يدور في خلد الجميع وانا واحد منهم هل يفعلها ترامب مرة أخرى ويفوز بالرئاسة للمرة الثانية وتتحول فنتازيا فوزة إلى واقع لم يتنبأ به أحد كما في الانتخابات السابقة سوى القرد الصيني!؟؟  

إن فاز ترامب مرة أخرى فهي رسالة إلى من يريد التغيير بأن يكون أكثر تطرفا وغرابة وزعرنة، فالعالم والشعوب لا تقبل بالضعفاء كالعرب، فترامب في نظر الكثير من الأمريكيين هو المخلص رغم حماقاته وعدم انضباطه السلوكي والانفعالي! رغم أنني أتمنى أن تصدق هذه المرة استطلاعات الرأي وتكون خسارته مدوية فمن يدرى !!!