هلا سلامة - النجاح الإخباري - برسالة اعتذار من اللبنانيين أعلن اصحاب محطات البنزين اضرابهم المفتوح أمس الجمعة، ويتبين فيها ان المشكلة ليست مع الشعب وانما مع المحتكرين واللاعبين بمصير الوطن.

تأتي الخطوة التصعيدية بعد سلسلة محاولات سعى أصحاب المحطات من خلالها الى ايجاد تفاهمات جدية مع تجار الوقود الكبار لابعاد شبح الدولار عن معاملاتهم ولكن دون جدوى.

حوصرت آلات تعبئة الوقود وكتب بالخط العريض:

"نعتذر من الشعب اللبناني بسبب عدم توفر الدولار لشراء المحروقات .. نقفل محطتنا قسرا لحين توفر البضاعة بالليرة".

وفي خضم الحرب المفتوحة بين الدولار والليرة وتقاذف الاتهامات بين اصحاب الشأن يقف الشعب اللبناني اليوم حائرا في تسيير كل جوانب حياته.

تمتد ازمة الدولار الى رغيف الخبز، فيعلن أصحاب الأفران الاضراب ايضا يوم الاثنين المقبل  اذ انهم يبيعون الرغيف بالليرة، واصحاب المطاحن يرفضون بيع الطحين الا بالدولار.. اذا هي ازمة يبدو انها تتفاقم لتهدد اكثر من قطاع اقتصادي.

في حديث مع السيد رالف ضو مدير شركة Daou Oil للمحروقات قال ان اصحاب المحطات يقبضون من الشعب اللبناني بالليرة اللبنانية حسب سعر صرف البنك المركزي المحدد بـ 1507 ليرة لبنانية، وجدول تركيب الأسعار الذي تنظمه الدولة، اما شركات توزيع النفط فتطلب فاتورتها بالدولار. لأربعة ايام فقط قبضت تلك الشركات بالليرة اللبنانية على اساس سعر صرف يوازي 1515 ليرة لبنانية وبعدها توقفت بسبب تمنع البنوك عن الصرف لها. وبالتالي التخوف من ارتفاع سعر الدولار يزداد وهو الذي وصل عند بعض الصرافين لحدود  1610 ليرة لبنانية.

اذا المشكلة عادت الى نقطة الصفر وعودة اصحاب شركات التوزيع الى اصحاب المحطات لن تحل المشكلة، اذ ان خسائرهم فاقت الحد المعقول وهم وحدهم الملتزمون بجدولة الأسعار الرسمية.

واذ تم في المساء وعقب الخطوة التي اعلنها اصحاب المحطات بالاقفال لقاء جمع رئيس الحكومة سعد الحريري مع وفد من اصحاب الشركات المستوردة للنفط، اكدوا فيه اعادة التسليم بالليرة اللبنانية وايجاد حلول لكافة المشاكل المتعلقة بالآلية، يبقى المشهد ضبابيا وبانتظار التنفيذ على ارض الواقع بعيدا عن الوعود التي لم تجد نتيجة حتى الساعة.

هي حرب اقتصادية تستدعي خطة طوارئ لضبط كل من هو مسؤول عن اللعب بعملة البلد وبالتالي حياة مواطنيه.

أما أين ذهب الدولار؟؟؟ لا شك انه السؤال الأبرز اليوم الذي يطرحه ليس فقط اصحاب محطات البنزين انما كل الشعب اللبناني واذا كان حاكم مصرف لبنان يطمئن عن توفره.. فأين هو؟

صحفية لبنانية

الحياة الجديدة