يحيى رباح - النجاح الإخباري - زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين لرام الله ، ولقاؤه العميق مع أخيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) واتفاق الزعيمين على تشكيل خلية ازمة ، لمتابعة التطورات الجارية والمحتملة الحدوث ، هي زيارة ناجحة وضرورية بكل المعاني ، وأول هذه المعاني ان القادة العرب يجب ان تتطور مواقفهم باستمرار حسب تطورات القضية الفلسطينية وفاعلية هذه التطورات والتفاصيل من مستجدات تستلزم القدر الكافي من المتابعة والانتباه والجاهزية ، وان النظرية التي تبدو وسائدة في العمل العربي المشترك وهو اخذ العلم على الاطلاق ، والتأييد على الشيوع دون تحديد الأولويات أصبحت نظرية قديمة لا تصلح .
والمثال على ذلك ان انتصار الأقصى الأخير الذي حققه المقدسيون أولا بشجاعتهم ووعيهم وموقفهم الحاسم باننا هنا باقون ومنتصرون ، ليس مجرد موقف شكلي او نظري صرف ، بل له أعماق بعيدة والتزمات هائلة ، وعواقب يجب ان نكون بمستواها حين تحدث ، والرجل الذي يقف على رأس جبهة الخصوم الوجوديين وهو نتنياهو مرشح للسقوط بجدارة ، ولكنه لن يقبل السقوط بسهولة ، وسوف يقاوم ، فما هو شكل العتاد والمقاومة علينا ؟؟؟ يجب ان نتابع بعيون مفتوحة على آخرها وعقول تدرك وتتابع وتلتقظ ادق التفاصيل.
ان الاعتقاد بان اليوم مثل الامس ومثل الغد هو قول خاطئ تماما، فحتى معركة الأقصى والفوز الثمين الذي تحقق يؤكد لنا ان جدار القضية الفلسطينية بارتفاعاته الشاهقة والمفاجئة في بعض الأحيان ليس من السهل القفر من فوقه وتجاوزه ، فكيف سيتصرف نتنياهو ؟؟؟ ، ربما يجنح الى نموذج (شمشون) ولابد من بذل مجهود للتوقع بدقة ، وليس اطلاق مواقف التأييد المكررة عربيا وإسلاميا والعودة الى نفس الانشغالات الثانوية .
وهذا هو معنى (خلية الازمة) اليوم ليس مثل الامس ولا مثل الغد . كل تطور له فعالياته واستحقاقاته ، والمهم ان نكون بكامل الجاهزية.
المعركة مستمرة بكل عناصرها ومعاييرها ، ونحن نتطلع الى الحل النهاني ،انهاء الاحتلال لان الاحتلال هو كهف الشرور ، ولان الاحتلال لا يستطيع انتاج نفسه الا بماهو رديء ،اما الجهات والمفردات الفلسطينية مثل حماس التي تستأثر بها العابها القديمة ، وتأسرها خطاياها القديمة ، فلا مكان لها لا في المعركة ولا في النصر.