يحيى رباح - النجاح الإخباري - بلا شك ان نتنياهو واليمين الإسرائيلي الدي ينساق وراءه بجنون، يتصرف الان بصوت مرتفع يصل الى حد الصراخ، ولا احد من جماعة نتنياهو مستعد للتوقف لطرح الأسئلة، لأنهم دخلوا دائرة مغلقة قائمة على العنف بأقصى درجاته، وعلى الخرافة القديمة احادية الجانب، وعلى انشغالات عربية واسلامية يتم انعاشها كلما فقدت مبرر وجودها مثل النفخ في ظاهرة الانقسام الأسود، او تأجيج التراشق السني الشيعي، او التشبث بمصطلحات عدمية مثل الادعاءات حول وجود ربيع عربي كاسم لاحداث الفوضى العبثية التي صممت من الخارج لتحطيم المنطقة في السنوات الست الأخيرة.

وهذا الصوت المرتفع لنتنياهو وجماعته، هدفه الأساسي التغطية على أسئلة المصير، اسئلة من نوع مآلات هذا الاستيطان المتوحش، ومثل الهجوم الكاسح ضد حل الدولتين، وما هو التصور لأكثر من ستة ملايين فلسطيني موجودين بحضور قوي في فلسطين التاريخية، في الجليل والمثلت والنقب والمدن المختلطة، وفي القدس والضفة وقطاع غزة، ما هو مصيرهم؟ وهل حل الدولتين هو قرار إسرائيلي أصلا؟ وهل سرقة الأرض الفلسطينية على مقاس قانون التسوية الذي اقره الكنيست، هل هو أصلا من صلاحيات الكنيست؟ وهل هو قرار إسرائيلي؟ وما هي النظرة في إسرائيل لمرتكزات الاجماع القائم عليها العالم من قوانين وتشريعات ونظم دولية، هل هي مسألة داخلية اسرائيلية؟

كل هذه الأسئلة وغيرها تهرب منها إسرائيل عبر ممارسات شاذة وعبر صراخ هستيري لنتنياهو مع نفسه وحلفائه في الحكومة الذين اخرجوا انفسهم حتى من الاجماع اليهودي في إسرائيل وخارج إسرائيل، وكأن مصالح وثوابت ورؤى الآخرين بالنسبه لليمين الإسرائيلي لا شيء، مع ان الحقيقة ان أي اختراق معاكس في هذه الادعاءات الاسرائيلية سيقود حتما الى إعادة طرح الأسئلة الوجودية من جديد. بالنسبه لنا فلسطينيا، أصحاب القضية والأكثر قراءة للمتغيرات والأكثر استجابة لمصالح العالم والأكثر تعاطيا مع الواقع المتحرك، فإننا نقف في نقطة التحالف الحيوي، لا نغمض عيوننا عن شيء ولا نقفل آذاننا عن أي صوت، واثقين بأنفسنا وبأن أي شيء جديد لكي يحدث يحتاج الى موافقتنا، وأن اي موضوع لكي ينجح يحتاج الى حضورنا الفاعل، وان هدا الصراخ الإسرائيلي اليميني الذي يكاد يصم الآذان، ليس له من جدوى سوى المزيد من خداع الاسرائيليين وابعادهم عن رؤية الحقائق التي يجب ان يعرفوها، ولا يبالغوا في الطمأنينة الكاذبة، وكل ما يفعلونه الان فعلوه من قبل، فالاحتلال كان دائما هو الاحتلال، ولكن العامل الحاسم ليس تكرار الخرافات، وإنما وجود الشعب الفلسطيني فاعلا وموحدا في هويته وشرعيته وجاهزيته لابتداع المزيد من الفعل والصمود والحضور. [email protected]