منال الزعبي - النجاح الإخباري - منال الزعبي
يظن بعض حديثي العهد بالأدب وأدواته أن انتهاج سبيل المحظورات تحت مسمى الجرأة منفذ للشهرة ومطرقة عنيفة تطرق عقول القراء !
لكن في الحقيقة هو جبّ عميق وهاوية يقع فيها اولئك المتحمسون، ولما كان نص عبّاد يحيى في جريمته تلك نصا مبتذلاً، وجب على كل مثقف يغلفه الوعي أن يعلن رفضه حفاظا على سمعة الأدب بعامة والثقافة الفلسطينية بخاصّة ومن ثم على جيل بات يستهوي ثقافة الغرب بكل ما فيها.
نعم هناك روايات كثيرة تطرقت لتابوهات اجتماعية تدخل في اطار "المقدس" الا أن هذا لا يعني أن نعطي الضوء الأخضر لمثل هذه الأعمال اللاأدبية فحتى الأعمال السينمائية تصادر وتمنع إن تمادت وتعدت على عقائدنا ومعتقداتنا .
أما من يرون في معارضة ومنع هذه الأعمال كبتاً لحريّة الرأي فلو تفكّروا أو  عقلوا لعلموا أنه هراء إذ أن حرية الرأي قضية شخصية أما حين تطال شريحة هرمية في المجتمع  تصبح محاسبة ومسؤولة والا لأصبح من الطبيعي أن يجلس أحدهم في مكان عام يشاهد مواقع اباحية ،أو يسب الذات الإلهية ولنا أن نقبل منه ألفاظا نابية فهل هذا مألوف في مجتمعنا ؟!
لو تركت الأمور على غاربها لعم الفساد وطفى على السطح ، ربما الضجيج المثار اليوم حول هذه القضية سيصب في صالح عبّاد يوما ما لكن مصيره لن يكون أفضل من مصير الشحرور الأبيض "محمد شكري" الذي ظلت لعنة رواية الخبز الحافي تطارده حتى بعد مئة عام من موته ..
أيها الكتّاب، أيها المبدعون خلّدوا أعمالكم بما يستحق أن نكتب على شواهد قبوركم :
"عاش مبدعاً ورقد في سلام "
أما القارئ الواعي فهو نحلة لا تقع الا على طيب ، والرواية الجيدة هي التي تترك فينا أثراً ايجابياً وتحلق فينا في فضاءات الروح لا الجسد .