النجاح الإخباري - طالب الأمير السعودي المنشق خالد بن فرحان أعمامه بالإطاحة بالملك سلمان بن عبد العزيز واستلام الحكم في البلاد، واصفا العاهل السعودي بـ"الأرعن والغبي والمزاجي" وأنه "تجاوز كل الحدود".

جاء ذلك مقابلة أجراها موقع "ميديل إيست آي" البريطاني مع الأمير السعودي الذي قال إن "هناك غضبا شديدا داخل العائلة الحاكمة"، مضيفا أنه تلقى "عدداً ضخماً من رسائل البريد الإلكتروني من أناس يعملون داخل الشرطة والجيش يؤيدونه في ما دعا إليه".

وقال الأمير خالد  "هناك غضب شديد داخل العائلة الحاكمة، وبناء على هذه المعلومة فإنني أتوجه إلى عمي أحمد وعمي مقرن، وهما أبناء عبد العزيز وعلى مستوى عال من الثقافة والتعليم، ولديهما خبرة وقدرة على تغيير الأمور نحو الأحسن، وبإمكاني أن أقول لهما إننا جميعا نقف وراءهما وندعمهما".

وعن حادثة إطلاق النار على قصر الملك، وزعم الأمن أنها طائرة مسيرة، قال الأمير خالد إن قصة لعبة الطائرة المسيّرة ليست سوى محاولة للتمويه لا يقبلها المنطق، معتبرا إياها تعبيرا عن الاحتجاج ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ووجه الأمير خالد تحذيرا إلى الأوروبيين، قائلا "إن الوضع في السعودية يشبه البركان الذي يوشك أن ينفجر، وإذا ما انفجر فإنه سيؤثر ليس فقط على الوضع داخل السعودية أو في المنطقة العربية فحسب، ولكنه سيؤثر عليكم أيضا".

وأضاف "يوجد في المملكة العربية السعودية مزيج تتداخل فيه الأجيال والقبائل والمناطق المختلفة مع الوهابية، وإذا ما حصل انقلاب من خارج العائلة الحاكمة، فإنه يمكن أن تصبح المملكة مركزا للإرهاب الدولي".

وتابع الأمير خالد في رسالته إلى الأوروبيين أن هذا الانفجار سيؤدي إلى انقسامات بين القبائل وبين الأجيال حتى في المنطقة الواحدة من مناطق المملكة، "وعلينا ألا ننسى أنه توجد خلايا إرهابية نائمة داخل السعودية، وأن الأيدولوجيا الوهابية أيدولوجيا متطرفة"، مشيرا إلى أنه "إذا انزلقت السعودية نحو حالة من الفوضى فستكون هناك فوضى على مستوى العالم، وستكون المملكة مصدرا للإرهاب الذي سيعاني منه العالم بأسره لأنها ستدعم الإرهاب الدولي وستموله".

وتابع الأمير خالد "لا أقول إنه كان عنيفا، ولكن عندما كان أصغر سنا لم يكن له وضع مميز داخل العائلة الحاكمة، بينما كان أشقاؤه يشغلون مناصب أعلى. وبالطبع كان أبناء عمومته أكبر سنا وأكثر خبرة وأفضل وضعا وأعلى تعليما، وأحسن حالا من كل ناحية. وأعتقد أن ذلك سبب له مشاكل نفسية، لأن محمد بن سلمان كان إذا أراد مقابلة أحد أبناء عمه ممن اعتقلهم فيما بعد يضطر لأن يطلب موعدا، وقد يوافق هذا الأمير على لقائه أو لا يوافق، وهو ما أوجد داخله مشكلة نفسية، وها هو اليوم ينتقم من أبناء عمومته".

ولفت الأمير إلى أنه على تواصل مستمر مع غيره من أمراء آل سعود، ويصف العائلة الحاكمة بأنها في حالة من الصدمة بسبب توقيف واعتقال وإهانة عدد من كبار الأمراء.

وقال إن هؤلاء الأمراء ليسوا أحرارا حتى بعد الإفراج عنهم، فهناك أجهزة مراقبة مثبتة على أرجلهم، كما أن هواتفهم المحمولة تخضع للمراقبة، فضلا عن أنهم ممنوعون من السفر خارج السعودية، مشيرا إلى أنهم "يعيشون في وضع مهين للغاية".

وتاليا نص المقابلة :

ميدل إيست آي: ما مدى السخط الذي يشعر به الناس داخل العائلة الحاكمة في السعودية إزاء الطريقة التي عامل بها محمد بن سلمان الأمراء؟

الأمير خالد بن فرحان آل سعود: كانت صدمة للعائلة بأسرها لأن شخصيات بارزة من داخل العائلة اعتقلوا بطريقة مهينة جداً. لقد كانت صدمة للعائلة بأكملها. والآن تواجه العائلة عملية تقويض لمكانتها في عيون الناس، وهذا سوف يؤدي لا محالة إلى تقويض شرعيتها.

ميدل إيست آي: كيف يعامل الآن الأمراء الذي أطلق سراحهم من فندق ريتز كارلتون؟

خالد بن فرحان: كان هؤلاء الأمراء قد دعوا أول الأمر بطريقة لطيفة لمقابلة الملك. بالطبع، في المملكة العربية السعودية، جرت العادة أنك إذا دعيت للقاء الملك فأنت تستجيب. وبناء عليه ذهبوا للقاء الملك، ثم ألقي القبض عليهم واحتجزوا في فندق ريتز كارلتون. وبعد الإجراءات التي حصلت داخل الفندق مورست عليهم الضغوط حتى يتنازلوا لمحمد بن سلمان عن كميات كبيرة من ثرواتهم. بعد ذلك أطلق سراحهم.

ولكنهم الآن قاعدون في بيوتهم. أولاً، يحظر عليهم السفر إلى خارج المملكة العربية السعودية. ويتم رصدهم ومراقبتهم بصرامة داخل السعودية، لدرجة أن معظمهم وضعت على سيقانهم أجهزة رصد لإعلام السلطات إلكترونياً عن المناطق التي يتحركون فيها. والسلطات تسجل محادثاتهم سواء عبر الهاتف أو بشكل شخصي ومباشر. إذن، هم خاضعون لرقابة شخصية مشددة ومهينة داخل المملكة ولا يسمح لهم بمغادرتها إلى الخارج.

ميدل إيست آي: يسيطر الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان على الأوضاع سيطرة تامة. لا يوجد قضاء مستقل ولا مؤسسات ولا برلمان لمراقبة أعمالهما أو محاسبتهما عليها. هناك جو من الرعب. ماذا بإمكان بقية أفراد العائلة أن يفعلوا؟

خالد بن فرحان: بالطبع، لقد أوجد سجن الأمراء حالة من الصدمة النفسية داخل العائلة بأسرها، وهذا متمثل في أمرين اثنين. أولاً، يخشون على مستقبلهم كعائلة حاكمة في السعودية. وثانياً، ليسوا مسرورين بالسياسات التي تنتهج حالياً، لأن هذه السياسات رعناء وحمقاء.

من الطبيعي أن ترفض كل العائلة، أو لنقل معظمها، هذه السياسات خوفاً على أنفسهم أولاً ثم خوفاً على بلدهم وعلى مستقبل المملكة، وعلى مستقبلهم هم ومستقبل أطفالهم.

إذن، كل العائلة في نهاية المطاف، ما هم سوى مواطنين سعوديين، والذين يتحكمون بمقاليد الأمور ويضعون السياسة بشكل عام في السعودية هم بعض أفراد العائلة فقط. أما بقية العائلة فهم كبقية المواطنين السعوديين الذين يتأثرون بالسياسات ولكن لا يشاركون في وضعها.

هناك رفض عام للإجراءات التي تتخذ حالياً من قبل ابن الملك، وخاصة، من وجهة نظري الشخصية، أنه لو كان الملك سلمان في حالة صحية جيدة، لربما لم تصل الأمور إلى هذا الحد. عندما نتأمل في السياسة العامة داخل المملكة العربية السعودية نجد أن الملك سلمان غائب تماماً عن المشهد السياسي في المملكة.

أتوقع أن إسداء النصح بالتغيير، بعد كل هذا الذي رأيناه، لن يجدي نفعاً. ونظراً لأن السياسة الحالية غير قابلة للتعديل، فينبغي أن يحصل تغيير جذري، وهذا التغيير لا يمكن تحقيقه إلا بتغيير الشخص الذي يحكم حالياً. أتوقع أن العائلة الحاكمة كانت تحت تأثير الصدمة، ومن الطبيعي أن الإفاقة من الصدمة تستغرق بعض الوقت، فهذه هي طبيعة البشر. وأعتقد أننا بدأنا الآن نصحو من هذه الصدمة.

ولكن تكمن المشكلة في أن هؤلاء الأمراء البارزين محشورون داخل المملكة، حيث يخضعون لرقابة صارمة. ولكني أتوقع أن يحصل حراك، أو شيء ما، داخل العائلة باتجاه التغيير، أي التغيير الشامل، لأن مجرد تغيير في السياسة أو تعديل في السياسة لم يعد مفيداً. لا، نريد تغيير الحاكم نفسه أو رأس الحكم في المملكة.

تغيير النظام: سوف تضطر أوروبا وأمريكا لأن تدفع الثمن

ميدل إيست آي: وردت تقارير مؤخراً عن أن إطلاق نار حدث خارج القصر. الرواية الرسمية تقول إن إطلاق النار كان يستهدف طيارة من غير طيار. ولكن مجتهد يقول إن القصر تعرض لهجوم بمدافع مثبتة على عربتين وأن ستة من رجال الأمن ورجلين من المهاجمين قتلوا. هل لديك معلومات حول هذا الهجوم؟

خالد بن فرحان: لا تتوفر لدي معلومات محددة حول من يقف وراء ذلك ولكني أفكر في الأمر من ناحية منطقية. هذه الطائرة من غير طيار يمكن شراؤها بمائة يورو أو حتى أقل من ذلك إذا كان صناعة صينية. وهذه الأنواع من الطائرات – حين تتحدث عن مدافع ثقيلة وعن إطلاق نار استمر لساعة كاملة – هذه الطائرات بإمكانها أن تطير من الرياض إلى أي مدينة أخرى خلال ذلك الوقت. إذن، لا يمكن أن نقبل منطقياً بأن الأمر يتعلق بطائرة من غير طيار. أنا شخصياً أعتقد أن ذلك لم يكن بالضرورة محاولة لإسقاط محمد بن سلمان وإنما عملاً احتجاجياً ضده.

ميدل إيست آي: ما مدى استقرار المملكة من الداخل؟

خالد بن فرحان: أود أن أقول للأوروبيين إن الوضع في المملكة العربية السعودية يشبه البركان الذي يوشك أن يثور. وإذا ثار ذلك البركان فإنه لن يؤثر فقط علي الوضع داخل المملكة أو فقط على المنطقة العربية، بل سوف يكون له تأثير عليكم أيضاً.

وهذا بسبب أن المملكة فيها تنوع من حيث التركيبة، سواء قبلياً أو مجتمعياً أو حتى عمرياً.

هناك جيل كامل نشأ على الوهابية وجيل مثقف درس في الخارج ثم عاد. لا يوجد تماسك اجتماعي في المجتمع السعودي.

فإذا ما وقع انقلاب، أو فيما لو تم تنظيم انقلاب من خارج دوائر العائلة الحاكمة، فسوف تتحول المملكة العربية السعودية بسهولة إلى مركز للإرهاب الدولي. كيف؟ ما بين الرياض، والمنطقة الوسطى والمنطقة الغربية، وكافة المناطق الأخرى، لا يوجد تماسك وانسجام بينها.