النجاح الإخباري - تبذل وزارة الرياضة الإسرائيلية، ضغوطا وجهودا كبيرة من أجل نقل المباراة الودية بين إسرائيل والأرجنتين إلى مدينة القدس.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف (الليكود)، تصر على إقامة اللعبة الودية بين المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم والمنتخب الإسرائيلي، في ملعب "تيدي" بمدينة القدس

 

وكان من المقرر إجراء اللقاء في ملعب "سامي عوفر" في مدينة حيفا، رغم أن ذلك كلّف خزينة حكومة الاحتلال مبلغ 2.7 مليون شيكل على الأقل من أموال دافعي الضرائب، بما يشمل المواطنين العرب.

يأتي ذلك في سياق محاولة إسرائيل لتكريس هوية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، عالميًا، وضمن محاولتها لتسويق نفسها للرأي العام الإسرائيلي.

وفي إطار الحملة الإسرائيلية التي أعقبت إعلان ترامب، في السادس من كانون الأول/ ديسمبر 2017، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، واحتفالات نقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة في الـ14 من أيار/ مايو الجاري، والتي تزامنت مع المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر في الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني، بذلت ريغيف كل ما بوسعها ونجحت في نقل أحداث المباراة التي من المقرر إجراؤها في التاسع من حزيران/ يونيو المقبل إلى مدينة القدس، وحضور نجم المنتخب الأرجنتيني، ليونيل ميسي إلى المدينة في سياق حملة التسويق الدولية التي تقوم بها إسرائيل في محاولة منها لمحو هوية المدينة الفلسطينية وإصباغها بلون علم الاحلال الإسرائيلي.

وأشارت إلى أن الضغوط التي مارستها وزارة الرياضة لنقل اللعبة إلى القدس، يثير احتمال أنه في المستقبل، سيتم تحديد الملاعب التي ستجرى فيها المباريات الدولية عالية الأهمية، مثل التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية أو تصفيات كأس العالم، وفقًا لـ"المصلحة السياسية الإسرائيلية، بدلاً من الاهتمام بالجانب الرياضي أو الاقتصادي"، وذلك بالرغم من مطالة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في أكثر من مناسبة ووفقا للوائحه بـ"وقف التدخل السياسي في شؤون كرة القدم".

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الجولات الميدانية التي أجريت في الملعبين أظهرت أن هناك فجوات لوجستية كبيرة بين الاثنين، تكون فيها الأفضلية لملعب "سامي عوفر" في مدينة حيفا، على سبيل المثال، إعداد الاستاد في حيفا بشكل أفضل لاستضافة شاحنات البث التلفزيوني، ويحتوي على كبائن لكبار الشخصيات ويتيح تجربة مشاهدة أفضل.

ورغم الحماس بين مشجعي الكرة في إسرائيل من قدوم المنتخب الأرجنتيني إلى إسرائيل، تتجه الأنظار إلى نجم الفريق الأول، ميسي، ووصوله إلى القدس، لا سيما بعد تداول أنباء عن عدم قدومه برفقة منتخب بلاده جراء "الأوضاع الأمنية"، رغم عدم تأكيد أو نفي رسمي يتعلق بمشاركة ميسي.

وتشير التقديرات إلى أن نفقات حكومة الاحتلال قد تتجاوز الـ 4 مليون دولار من أجل وصول ميسي ورفاقه إلى القدس، منها مليون دولار من أجل ترتيب اللقاء في القدس، ونحو 3 مليون دولار تدفع للأرجنتين لموافقتهم المجيء إلى إسرائيل للمشاركة في مباراة ودية. 

علما بأن المباراة كانت سوف تجرى بمبادرة مستثمر إسرائيلي خاص، إلا أن ريغيف تدخلت وتعهدت بـ"تحمل الوزارة تكاليف الاستضافة في القدس وترتيب الحراسة الأمنية اللازمة".

هذا وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الـ21 كانون الأول/ ديسمبر 2017، بأغلبية 128 صوتا لصالح قرار يطالب بعدم تغيير طابع مدينة القدس أو مركزها أو تركيبتها الديمغرافية، ويؤكد أن أي قرار ينص على ذلك هو لاغ وباطل وليس له أي أثر قانوني وذلك امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ويخوض المنتخب الأرجنتيني مباراتين وديتين ضد هايتي في 29 الحالي، ثم إسرائيل في 9 حزيران/ يونيو قبل أن يخوض أول مباراة رسمية له في النهائيات العالمية في 16 حزيران/ يونيو، ضد أيسلندا ضمن المجموعة الرابعة التي تضم أيضا كرواتيا ونيجيريا.

 ووصل قائد منتخب الأرجنتين ونجم برشلونة الإسباني، ميسي، إلى بوينس آيرس قادما من برشلونة، اليوم الثلاثاء، حيث التحق بتدريبات منتخب بلاده الذي يستعد لخوض غمار نهائيات كأس العالم في روسيا من 14 حزيران/ يونيو إلى 15 تموز/ يوليو.