النجاح الإخباري - في خضم الحصار الذي فرضته بشكل مفاجئ كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين على دولة قطر في 5 يونيو/حزيران الماضي، لم يدر في البال أن الحيوانات والدواب أيضاً ستكون من ضحايا ذلك الإجراء غير المسبوق في العلاقات بين بلدان المنطقة.

فمنذ بداية الأزمة كان اهتمام المراقبين مُنصباًّ على تفاعلات الحصار دبلوماسياً واقتصادياً وسياسياً وحقوقياً، وتفاعل كثيرون مع قصص إنسانية مؤثرة، مثل حالة امرأة قطرية متزوجة من إماراتي لم يسمح لها بالسفر لبلدها برفقة ابنتها وهي في ربيعها الثالث، بحجة أن الصغيرة تحمل الجنسية الإماراتية.

ومع مرور الأيام تفاقمت تداعيات الحصار، وامتدت آثاره إلى كائنات لا شأن لها في السياسة والدبلوماسية ولا تعرف فطرتها واحتياجاتها معنى الجغرافيا ومفهوم الحدود.

يتعلق الأمر بقطعان الإبل والأغنام والماعز المملوكة لقطريين والتي وجدت نفسها بين عشية وضحاها في أتون محنة الحصار البري والجوي والبحري المفروض على قطر.

فقد قررت السلطات السعودية طرد آلاف المواشي التي تعود لمواطنين قطريين، لكنها اعتادت الرعي في مناطق من شرق البلاد قرب الحدود القطرية، وتستمر عودة تلك المواشي للأراضي القطرية في ظروف مزرية مع الحرارة المفرطة والرطوبة العالية.

وتقول مصادر قطرية: إن عدد رؤوس الماشية العائدة للبلد حتى الساعة بلغ 25 ألفاً، تشمل 15 ألف رأس إبل وعشرة آلاف رأس غنم، وهي أعداد تتطلب ترتيبات لوجستية ضخمة تتعلق بالعلف والترحيل والترقيم والرصد وما إلى ذلك.

وقد اتخذت السلطات القطرية تدابير كثيرة لاحتواء الموقف، وخصّصت وزارة البلدية والبيئة أراضي مؤقتة للمواشي العائدة من السعودية، وجهزتها بصهاريج المياه الضرورية، كما تحصر الجهات المعنية في قطاع الثروة الحيوانية أعداد الماشية التي عادت والتي يتوقع عودتها في الأيام المقبلة بهدف توفير الأعلاف الكافية.